أفادت مصادر صحفية أن سيارة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي تعرضت صباح أمس الثلاثاء لقذائف صاروخية في منطقة المستنصرية بالعاصمة العراقية بغداد. وذكرت وكالات الأنباء أمس أن السيارة العسكرية احترقت تماما بمن فيها من جنود الاحتلال الأمريكي مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود ومترجم عراقي، فيما أفاد شهود عيان أنهم رأوا أفرادا من قوات الاحتلال يسحبون أربعة من زملائهم المصابين في السيارة. تأتي العملية بعد إعلان قوات الاحتلال عن إطلاقها عملية عسكرية جديدة في العراق والتي أطلقت عليها أفعى الصحراء وهي العملية التي تستهدف عناصر المقاومة العراقية. وتشن القوات المحتلة هذه العملية في أعقاب الفشل الذي منيت به القوات الأمريكية المعتدية في عمليتها العسكرية السابقة عقرب الصحراء، والتي أدت إلى تصاعد أعمال المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال. وتعد هذه العملية الجديدة ثالث عملية عسكرية تقوم بها القوات المحتلة بهدف تتبع عناصر المقاومة، التي مازال يعلن الكونغرس أنها مقاومة ضعيفة ويمكن القضاء عليها بسهولة. على صعيد متصل استهدف هجوم بقذائف قاعدة تابعة لقوات الاحتلال الأمريكية في الفلوجة فجر أمس، وأطلقت قذيفة ار بي جي واحدة على القاعدة الأمريكية التي تقع في مبنى رسمي سابق في الفلوجة على بعد 50 كلم غرب بغداد بحسب الشهود الذين تعذر عليهم الإفادة عن وقوع ضحايا محتملين. وردت القوات الأمريكية بإطلاق النار في اتجاه مصدر النيران قبل تمشيط المكان بحثا عن المهاجمين بحسب المصادر ذاتها. ومعلوم أن الفلوجة ذات الغالبية السنية تشهد مواجهات تكاد تكون يومية بين العراقيين والجنود الأمريكيين، منذ مقتل 16 متظاهرا بأيدي القوات الأمريكية خلال تظاهرة عنيفة نهاية أبريل الماضي. وفي محاولة منه للتخفيف من حدة التطورات الجارية في العراق والتي تؤثر سلبا على نفسية الرأي العام المحلي، قلل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفيلد مجددا من أهمية الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق بصورة شبه يومية، ورفض ما ذهب إليه البعض من أن هذه القوات تواجه حرب عصابات أو أنها محصورة في مستنقع. وجاءت تصريحات الوزير الأمريكي بالرغم من الهجمات التي شنتها المقاومة العراقية في الآونة الأخيرة وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمريكية منذ الإعلان في مطلع ماي الماضي عن انتهاء العمليات العسكرية في العراق. وقال رامسفيلد في تصريحات تداولتها وكالات الأنباء أمس إن المشكلات في العراق تسببها خمس فئات: هي فلول حكومة الرئيس المخلوع صدام حسين وعشرات الآلاف ممن وصفهم بالمجرمين العراقيين الذين أطلق سراحهم من السجون قبل الحرب، واللصوص والأجانب الذين دخلوا العراق والأشخاص الذين يخضعون لنفوذ إيران. وأكد الوزير الأمريكي أن هذه الفئات لا تشكل أي شيء يشبه حرب عصابات أو مقاومة منظمة، وقال إن فلول نظام البعث وفرق الموت الموالية لصدام ذابت بين السكان وتحولت إلى ما وصفها بشبكة إرهابية. لا يستبعد مراقبون أن تكون هذه الهجمات المقاومة العراقية الأخيرة جاءت ردا على تصريحات سابقة للوزير الأمريكي قال فيها إن ما يجري في العراق لا يمكن وصفه بالمقاومة. ويشعر المسؤولون الأمريكيون في الوقت الحاضر بحرج شديد إزاء الخسائر المهمة التي يمنى بها الجيش الأمريكي يوميا في العراق. وقد بلغت حصيلة القتلى لحد هذه الساعة أكثر من 70 قتيلا. يشار إلى أن فرنسا قررت تجميد أصول المسؤولين العراقيين ال55 في النظام العراقي السابق الذين وردت أسماؤهم على لائحة الأممالمتحدة للأفراد والمجموعات الذين يجب تجميد أصولهم. وقالت وزارة المالية الفرنسية إن لجنة العقوبات على العراق في مجلس الأمن الدولي أدرجت في 26 يونيو الماضي أسماء 55 مسؤولا كبيرا في النظام العراقي السابق على لائحة الأفراد والمجموعات التي يجب تجميد أصولهم عملا بالقرار .1483 وقالت الوزارة إن فرنسا امتثلت على الفور لتعهداتها الدولية عبر اعتمادها في اليوم نفسه مرسوما يتيح تجميد الأموال والأصول المالية الأخرى لهؤلاء الأفراد ال,55 من دون أن تكشف عن هوياتهم. أحمد حموش