دعا محمد مصلح عضو المجلس العلمي بوجدة خطباء الجمعة بالناظور إلى التفاعل الإيجابي مع التساؤلات المطروحة من قبل المجتمع، بحسن التعامل معها والتدخل في الوقت المناسب قبل استفحالها بشكل يصعب القضاء عليها، وذلك لن يتأتى خ برأي مصلح- إلا إذا كان الخطيب ملما بما يحدث بالمجتمع ومواكبا لتطورات أحداثه، ومالكا لتصور شامل على أحداث المجتمع. وأشار مصلح في عرض ألقاه في اليوم الدراسي الخاص بخطباء الجمعة بإقليم الناظور والدريوش الذي نظم بقاعة العروض التابعة لمدرسة الإمام مالك لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية الأربعاء الماضي، تحت شعار ''من أجل خطبة جمعة هادفة وملتزمة بقضايا الأمة'' بأن تيارات مختلفة وافدة إلى المجتمع، الكثير منها تهدف إلى هدم المجتمع بالتشويش على عقيدته والمس بأخلاقه وقيمه الدينية والوطنية، هذه التيارات خ يضيف- تستوجب على الخطيب التحذير منها ودحضها بالحجة والبيان، في الوقت الذي يجتهد في الحفاظ على التيارات والقيم التي تشكل المجتمع المسلم السليم وترسيخها. وحث مصلح خطباء الإقليمين، على استشعار خطورة وأهمية المنبر باعتباره ثغرا من ثغور الإسلام، حيث يزاحم من قبل منابر أخرى تتقاسمه مهمته، محذرا إياهم من التساهل والاستخفاف من قيمته والتهاون في أداء حقه بالإيمان بالرسالة التي يؤدونها. وهذه الرسالة خيشدد مصلح- ''يجب أن تكون على أتمها من حيث الأداء .. فمهما توفرت في الخطبة مواصفات الجمالية فإنها تكون هامدة إذا ما كان الخطيب لا يؤمن بالرسالة التي يؤديها ولا يشعر بقدرها ومسؤوليتها والتي تستدعي مطابقة حاله لما يدعو إليه. وتناول ميمون بريسول، رئيس المجلس العلمي بالناظور، الجانب الاجتماعي في خطبة الجمعة والتي لا يمكن اعتبارها تطوعية بل تكون واجبة على الخطيب، باعتباره يساهم من هذا الجانب في بناء مجتمع إسلامي سليم ومتكامل بشكل مندمج ومواز للجمعيات الاجتماعية الأخرى من خلال تدخله الإيجابي بكل حياد، درءا لكل توظيف في غير محله، مؤكدا في حديثه على أهمية انخراط الخطيب في شؤون مجتمعه ومعايشته له ومتابعته لكل مستجداته في شؤون مختلفة، واستعرض بريسول نماذج من خطب السلف التي كانت جزءا لا يتجزأ من واقع الناس وهمومهم. وحول الدور التربوي لخطبة الجمعة، تحدث أحمد بلحاج المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالناظور عن نهج الحكمة في الدعوة، وتجنب الاندفاع والتعصب إلى الآراء الشخصية، والانتقاد غير البناء وغير المؤسس على علم لتدبير الدولة لشؤونها العامة، داعيا الخطيب إلى الابتعاد عن التوغل في الجزئيات التي من شأنها إثارة الفتنة في المجتمع، والتمسك بالثوابت الدينية والوطنية كمنطلق لمعالجة قضايا المجتمع. وفي موضوع خصائص الخطبة الناجحة، ركز عيسى لمدغري على صفات الخطيب وكيفية إعداد الخطبة، مبرزا أهم خصائص الخطبة الناجحة والمؤثرة و المتمثلة في الواقعية والتبشير. من جانبه، تحدث أحمد مدهار عضو المجلس العلمي للناظور عن فن الإلقاء والخطابة، معززا ذلك بنصوص قرآنية و حديثية. ووصف مدهار قوة البيان بسحر يؤثر في المتلقي باعتباره سلاحا من أسلحة الدعوة ينبغي الاهتمام بها لضمان وصول المعلومة الصحيحة، ويكون ذلك باستعمال كافة وسائل تقنية التواصل كنبرات الصوت والإشارة وغيرها بهدف التأثير في المتلقي. وتضمن اليوم الدراسي عشر ورشات عمل تهم صقل مواهب الخطيب في إعداد خطبة متميزة تستجيب لمعايير المرحلة الراهنة.