دعا الدكتور محمد مصلح عضو المجلس العلمي بوجدة خطباء الناظور الذي حجوا بالمئات للحضور في اليوم الدراسي حول خطبة الجمعة إلى التفاعل الإيجابي مع التساؤلات المطروحة من قبل المجتمع بحسن التعامل معها و التدخل في الوقت المناسب قبل استفحالها بشكل يصعب القضاء عليها ، و ذلك لن يتأتى – برأي مصلح- إلا إذا كان الخطيب ملما بما يحدث بالمجتمع و مواكبا لتطورات أحداثه مالكا لتصور شامل على أحداث المجتمع. و أشار مصلح في عرض ألقاء في اليوم الدراسي الخاص بخطباء الجمعة بإقليم الناظور و الدريوش الذي نظم بقاعة العروض التابعة لمدرسة الإمام مالك لتحفيظ القرآن و تدريس العلوم الشرعية يوم 29 دجنبر 2010 ، بأن تيارات مختلفة وافدة إلى المجتمع، الكثير منها تهدف إلى هدم المجتمع بالتشويش على عقيدته و المس بأخلاقه و قيمه الدينية و الوطنية، هذه التيارات – يضيف- تستوجب على الخطيب التحذير منها و دحضها بالحجة و البيان، في الوقت الذي يجتهد في لحفاظ على التيارات و القيم التي تشكل المجتمع المسلم السليم و ترسيخها. و حث الدكتور مصلح خطباء الإقليم على استشعار خطورة و أهمية المنبر باعتباره ثغر من ثغور الإسلام حيث يزاحم من قبل منابر أخرى تتقاسمه مهمته، محذرا إياهم من التساهل و الاستخفاف من قيمته و التهاون في أداء حقه بالإيمان بالرسالة التي يؤدونها. و هذه الرسالة –يشدد- « يجب أن تكون على أتمها من حيث الأداء .. فمهما توفرت في الخطبة مواصفات الجمالية فإنها تكون هامدة إذا ما كان الخطيب لا يؤمن بالرسالة التي يؤديها و لا يشعر بقدرها و مسؤوليتها و التي تستدعي مطابقة حاله لما يدعو إليه. و تناول رئيس المجلس العلمي بالناظور الجانب الاجتماعي في خطبة الجمعة و التي لا يمكن اعتبارها تطوعية بل تكون واجبة على الخطيب باعتباره يساهم من هذا الجانب في بناء مجتمع إسلامي سليم و متكامل بشكل مندمج و موازي للجمعيات الاجتماعية الأخرى من خلال تدخله الإيجابي بكل حياد ردءا لكل توظيف في غير محله مؤكدا في حديثه على أهمية انخراط الخطيب في شؤون مجتمعه و معايشته له و متابعته لكل مستجداته في شؤون مختلفة كحث الخطيب في المجال القروي على الزراعة و غيرها. واستعرض بريسول نماذج من خطب السلف التي كانت جزءا لا يتجزأ من واقع الناس و همومهم. و حول الدور التربوي لخطبة الجمعة تحدث احمد بلحاج المندوب الإقليمي للشؤون الاسلامية بالناظور عن نهج الحكمة في الدعوة و تجنب الاندفاع و التعصب إلى الآراء الشخصية والانتقاد غير البناء و غير المؤسس على علم لتدبير الدولة لشؤونها العامة داعيا الخطيب إلى الابتعاد التوغل في الجزئيات التي من شأنها إثارة الفتنة في المجتمع ، و التمسك بالثوابت الدينية و الوطنية كمنطلق لمعالجة قضايا المجتمع. و في موضوع خصائص الخطبة الناجحة تناول الأستاذ عيسى لمدغري بالتحليل و التفصيل مركزا على صفات الخطيب و كيفية إعداد الخطبة مبرزا أهم خصائص الخطبة الناجحة و المؤثرة و المتمثلة في الواقعية و التبشير. من جانبه تحدث احمد مدهار عضو المجلس العلمي للناظور عن فن الإلقاء و الخطابة معززا ذلك بنصوص قرآنية و حديثية. و وصف مدهار قوة البين بسحر يؤثر في المتلقي باعتباره سلاحا من أسلحة الدعوة ينبغي الاهتمام بها لضمان وصول المعلومة الصحيحة و يكون ذلك باستعمال كافة وسائل تقنية التواصل كنبرات الصوت و الإشارة و غيرها بهدف التأثير في المتلقي. و تضمن اليوم الدراسي عشر 10 ورشات عمل تهم صقل مواهب الخطيب في إعداد خطبة متميزة تستجيب لمعايير المرحلة الراهنة، وهي : ورشة كيفية تحديد واختيار موضوع الخطبة، منسقها الأستاذ شفيق تيتاي و ورشة الخطيب و هيأنه منسقها محمد حيلوة و ورشة تأييد الخطبة و الاستشهادات المختلفة منسقها ميلود كعواس و ورشة التعامل مع الأحداث الكبرى منسقها عبد المالك المرابط و ورشة كيفية التعامل مع النصوص الشرعية منسقها محمد أعراب و ورشة كيفية إعداد مقدمة الخطبة منسقها ميمون فاضل و ورشة أخطاء بعض الخطباء منسقها محمد الدريوش و ورشة تدبير الغلاف الزمني للخطبة منسقها احمد بلحاج و ورشة كيفية استثمار المراجع و المصادر منسقها عبد الحق معزوز و ورشة إعداد و تصميم الخطبة و وحدة الموضوع منسقها أحمد الريفي.