احتشد عشرات المتظاهرين أمام سفارة دولة فلسطينبالرباط مساء أول أمس الثلاثاء رافعين شعارات وهتافات منددة بالإرهاب الصهيوني والتواطؤ الأمريكي والتخاذل العربي مما يجري في فلسطينالمحتلة، وامتلأت الساحة المطلة على السفارة أمام ولاية الرباط بحشود المواطنين الذين هبوا إلى مكان الوقفة الاحتجاجية على الهتافات العالية وصيحات التكبير التي كانت تسمع في الشوارع المجاورة، وأحرق المتظاهرون العلمين الصهيوني والأمريكي. وجاءت هذه الوقفة تنفيذا للدعوة التي وجهتها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني بمناسبة يوم الأرض المواقف ليوم 26 مارس من كل عام، وتزامنت أول أمس مع إنطلاقة أشغال الدورة العادية للقمة العربية التي التأمت في العاصمة اللبنانية بيروت أمس الأربعاء في أجواء عربية وإسلامية ملبدة بالغيوم. وقال سفير دولة فلسطين المعتمد بالرباط السيد أبو مروان في كلمة موجهة إلى المتظاهرين عبر مكبر الصوت إن الوقفة تعبير عن المساندة المغربية لقضية فلسطين وحركات المقاومة والاستشهاديين، وإنها مناسبة لتفهم الحكومة الصهيونية وأمريكا أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأشار إلى أن الفلسطينيين مستعدون للمزيد من الجهاد وتقديم التضحيات. وتلا خالد السفياني رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني نداء باسم المتظاهرين موجه إلى القمة العربية عبر سفارة دولة فلسطين في الرباط، وتضمن النداء تطلعات ومطالب الشعب المغربي إلى القمة كحد أدنى، بدونها لا يمكن أن تكون للقمة نتائج إيجابية حسب تعبير خالد السفياني. وجاء في هذا النداء الموجه إلى السادة رؤساء وملوك الدول العربية أن ما يحدث في فلسطين من إجرام صهيوني يفرض على القمة مسؤوليات تاريخية تفرض أن تكون قراراتها في مستوى تحديات وتضحيات الشعب الفلسطيني ونبض الشارع العربي، وناشد النداء زعماء الدول العربيةالإعلان الصريح عن إحتضان الإنتفاضة ودعمها ماديا وسياسيا ، والتأكيد على التمسك بالحقوق التابثة للشعب الفلسطيني في التحريرالكامل لأراضيه، وحق الاجئين في العودة والتعويض (معا) ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وتفعيل المقاطعةالعربية الشاملة للكيان الصهيوني ووقف كل أشكال التطبيع معه، ورفض زي عدوان أميريكي على العراق، وإطلاق الحقوق والحريات في العالم العربي من أجل أن تعبر الشعوب عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني(أنظر نص النداء في الأسفل). وقد شارك في هذه الوقفة الجماهيرية الكبيرة تنظيمات سياسية ومدنية، كما حضرها الدكتور عبد الكريم الخطيب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية والدكتور سعد الدين العثماني نائبه، ومصطفى الرميد رئيس فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب، والدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان ، وقيادات أخرى، وكان الحضور النسائي واضحا حيث شارك القطاعان النسائيان لحركة التوحيد والإصلا وجماعة العدل والإحسان، وقال أحد القياديين الإسلاميين إنهم أوقفوا آلاف الوافدين من المدن والأقاليم الأخرى للمشاركة في التظاهرة حفاظا على الطابع الرمزي لها، لأن المهم حسب قوله هو إيصال رسالة للمسؤولين. وقد اختتمت هذه الوقفة بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين. ولم تخل التظاهرة من بعض المظاهرالإستعراضية الحزبية، بحث تم رفع لافتات لجماعة العدل والإحسان وأخرى باسم القطاع النسائي التابع لها، كما رفعت شعارات سياسية ذات طابع سياسي داخلي، الأمرالذي أدى ٌلى مقاطعة كلمات المتدخلين عدة مرات، مما خلف إستياء لدى الكثيرين من المشاركين في الوقفة التي تمت الدعوة إليها في الأصل للتعبيرعن التضامن مع الشعب الفلسطيني ، وتوجيه رسالة سياسية من الشعب المغربي ألى القادات العربية المجتمعة في قمة بيروت. إدريس الكنبوري