الرباط- مصطفى الحجري البيضاء- عبد الإله سخير أكادير لحسن باكريم طنجة- المساء شهدت كثير من المدن المغربية، في اليومين المنصرمين، مظاهرات تضامن مع غزة التي تواجه اعتداءات إسرائيلية غير مسبوقة. الرباط فقد شهدت ساحة البريد بالرباط أول أمس مظاهرة شارك فيها أزيد من 6000 شخص للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. وردد المشاركون في الوقفة هتافات غاضبة تطالب بالموت لإسرائيل، وتدين جميع أشكال التطبيع، إضافة إلى شعارات تدعو الرئيس المصري حسني مبارك إلى فتح المعابر وفك الحصار المضروب على سكان قطاع غزة. وحضرت الأعلام الفلسطينية بقوة في الوقفة التي نجحت في التوحيد بين أطياف سياسية وإيديولوجية متباينة، إضافة إلى صور لكل من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وصورة كبيرة للزعيم العربي الراحل جمال الناصر وعليها عبارة «ما أخذ بالقوة يسترد بالقوة». كما حمل عشرات الأطفال الذين شاركوا في الوقفة أعلاما لفلسطين ورددوا شعارات تنادي بضرورة حماية أطفال غزة من القصف الذي يتعرضون له. واعتبر فتح الله أرسلان، الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، أن الوقفة تأتي للتنديد ب«الهجمة الوحشية التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تمثل الوجه البشع لنازية العصر»، وقال: «هذه رسالة واضحة من الشعب المغربي للكيان الصهيوني وللمتواطئين معه». من جانبه، قال خالد السفياني إن على المسؤولين المغاربة أن ينصتوا جيدا إلى نبض الشارع الذي أجمع على إدانة الصمت والتواطؤ أمام ما يتعرض له الفلسطينيون، وأضاف: «على من يتجرؤون على الحديث عن زيارة تسيبي ليفني أن يواجهوا الشعب المغربي». من جهة أخرى، طالبت كل من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين إضافة إلى المؤتمرات القومية الثلاثة بالمغرب (المؤتمر الإسلامي القومي العربي والأحزاب العربية) بضرورة توحيد جهود كل من المجتمع المدني والأحزاب السياسية لتقديم الدعم لسكان غزة، من خلال رفع مذكرات إلى كل من الأممالمتحدة والجامعة العربية ورفع الأعلام الفلسطينية في كل الفضاءات الممكنة وتنظيم قوافل للدعم. وفي سياق متصل وعلى المستوى الرسمي أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا أدانت فيه «بشدة» العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة و«الاستعمال غير المتناسب للقوة»، ودعت إلى الوقف الفوري للاعتداءات التي «تعرض المنطقة من جديد للاشتعال والعنف والانقسامات». كما جاء في البيان بأن الملك محمد السادس يوجه «نداء صادقا لمجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية لتحمل مسؤولياتهما من أجل ضمان وقف أعمال العنف والمواصلة الضرورية للحوار والتفاوض بين كل الأطراف المعنية». البيضاء وفي الدارالبيضاء لم تمنع التساقطات المطرية التي عرفتها المدينة، صبيحة أمس الأحد، المئات من منخرطي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من النزول إلى الشارع وتنظيم مسيرة تضامنية مع غزةالفلسطينية التي غرقت طيلة اليومين الأخيرين في بحر من الدماء، جراء الاعتداء الإسرائيلي الذي خلف في آخر حصيلة مؤقتة ما يزيد عن 300 شهيد. وردد المتظاهرون شعارات تدين الاعتداء الإسرائيلي الغاشم كما طالبوا فصائل المقاومة الفلسطينية بنسيان خلافاتهم والتوحد من أجل خدمة القضية الفلسطينية من بينها «يافتح ياحماس الوحدة هي الأساس». واستهجن المتظاهرون صمت الأنظمة العربية وموقف المنتظم الدولي الذي شكل غطاء لهذا الاعتداء. ورغم الانخفاض الحاد في درجة الحرارة أبى العديد من المتظاهرين إلا أن يقلدوا الصحفي العراقي منتظر الزيدي وخلع أحذيتهم وترديد شعارات تشيد بما قام به في حق الرئيس الأمريكي جورج بوش المنتهية ولايته. وغير بعيد عن درب عمر احتشد الآلاف بعد عصر أمس أمام القنصلية الأمريكيةبالدارالبيضاء، ينتمون إلى مختلف الأطياف السياسية، يسارية وإسلامية منددين بالاعتداء الغاشم، الوقفة دعت إليها مجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين. إلى ذلك تعتزم لجنة التضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي بالبيضاء، المشكلة من فعاليات يسارية وحقوقية وجمعوية، تنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام ساحة محمد الخامس المقابلة لولاية الدارالبيضاء الكبرى. الشارع المغربي اهتز في أكثر من مدينة مباشرة بعد تناقل وسائل الإعلام لصور المجزرة الرهيبة مكسرا بذلك المقولة التي سادت مؤخرا بكون القضية الفلسطينية لم تعد تحرك هذا الشارع. كما نظمت وقفة مماثلة بحي البرنوصي دعت إليها جماعة العدل والإحسان. أكادير وفي أكادير خرجت جماهير المدينة في وقفة احتجاجية عارمة، صباح الأحد بساحة السلام بأكادير، تعبيرا عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بقطاع غزة على خلفية الجرائم البشعة التي اقترفتها أيادي الغدر الصهيوني في حق ساكنة هذا القطاع، وقد ردد المتظاهرون شعارات قوية تنديدا بالممارسات الإجرامية البشعة ومسلسلات التقتيل والتذبيح الصهيوني، وتأكيدا على تشبث السوسيين بقضية فلسطين كقضية مركزية في نضالات هذا الشعب ضد كل قوى الظلم والطغيان الصهيوني. في هذا الإطار عبرت الكلمات التي تم إلقاؤها بالمناسبة على استعداد الشعب المغربي للنضال المتواصل حتى تحقيق المطالب المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني، والوقوف ضد آلة الإبادة الجماعية الصهيونية، داعية الحكام العرب، ومن خلالهم الدولة المغربية إلى بذل كل الجهود من أجل الخروج بمبادرات تردع العدو الصهيوني وقطع كل العلاقات معه، وأكدت من جانب آخر على أن الواجب يقتضي دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل والأشكال ومنها جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية في نضالات وبرامج الشعوب العربية والإسلامية ووقف كل مظاهر التطبيع والدعاء بالنصر فضلا عن المساعدة المادية والمعنوية والنضال الدائم مع جعل وإبقاء قضية فلسطين قضية حية في النفوس والقلوب. طنجة احتشد المئات من سكان طنجة للتنديد بالمجزرة الإسرائيلية التي ارتكبها جيش كيان إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، ورفعوا شعارات تدين عجز الأنظمة والحكومات العربية. ولم تمنع الأمطار الغزيرة مئات المتظاهرين، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، من التجمع في ساحة الأمم مساء أول من أمس السبت، ورددوا شعارات تطالب بالتحرك الرسمي والشعبي لوقف المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، التي أدت إلى حد الآن إلى استشهاد حوالي 300 فلسطيني وجرح مئات آخرين. وندد المتظاهرون بالأنظمة العربية التي وصفوها ب»الجبانة والخائنة»، فيما تم إحراق العلم الإسرائيلي. ولوحظ وجود أمني مكثف على مقربة من المظاهرة، فيما أغلقت الطريق الرئيسية في شارع محمد الخامس.