اهتز الشارع المغربي في أكثر من 20 مدينة بسبب مظاهر القتل الجماعي الذي قامت به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، حيث لم تمنع التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء صبيحة أمس الأحد المئات من منخرطي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من النزول إلى الشارع وتنظيم مسيرة تضامنية مع غزةالفلسطينية التي غرقت طيلة اليومين الأخيرين في بحر من الدماء جراء الاعتداء الإسرائيلي الذي خلف في آخر حصيلة مؤقتة ما يزيد عن 300 شهيد، بعد أن شنت الطائرات الحربية والعمودية الإسرائيلية سلسلة غارات مستهدفة المساجد وعددا من البيوت المدنية ومقار لنشطاء حماس وورشات حدادة، مما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وردد المتظاهرون المغاربة شعارات تدين الاعتداء الإسرائيلي الغاشم، كما طالبوا فصائل المقاومة الفلسطينية بنسيان خلافاتهم والتوحد من أجل خدمة القضية الفلسطينية، مرددين: «يا فتح يا حماس الوحدة هي الأساس». واستهجن المتظاهرون صمت الأنظمة العربية وموقف المنتظم الدولي الذي شكل غطاء لهذا الاعتداء. وشهدت ساحة البريد بالرباط مظاهرة حاشدة شارك فيها أزيد من 6000 شخص للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وردد المشاركون في الوقفة هتافات غاضبة تطالب بالموت لإسرائيل، وتدين جميع أشكال التطبيع معها مثل: «لا ثم لا للتطبيع والهرولة»، إضافة إلى شعارات تدعو الرئيس المصري حسني مبارك إلى فتح المعابر وفك الحصار المضروب على سكان قطاع غزة. وبمدينة طنجة، احتشد المئات من ساكنة المدنية للتنديد بالمجزرة الإسرائيلية ورفعوا شعارات تدين عجز الأنظمة والحكومات العربية. وندد المتظاهرون بالأنظمة العربية التي وصفوها ب«الجبانة والخائنة»، فيما تم إحراق العلم الإسرائيلي. ولوحظ وجود أمني مكثف على مقربة من المظاهرة، فيما أغلقت الطريق الرئيسية في شارع محمد الخامس. وبمدينة أكادير، نظمت وقفة احتجاجية عارمة بساحة السلام بأكادير، وقد ردد المتظاهرون شعارات قوية تنديدا بالممارسات الإجرامية البشعة ومسلسلات التقتيل والتذبيح الصهيوني، وتأكيدا على تشبث السوسيين بقضية فلسطين كقضية مركزية في نضالات هذا الشعب ضد كل قوى الظلم والطغيان الصهيوني. يشار إلى أن وزير الداخلية شكيب بنموسى سبق له أن نبه في مذكرة وجهها إلى عدد من مصالح وزارته إلى الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي كان يعرفها قطاع غزة، وإمكانية أن تلقي بظلالها على احتفالات رأس السنة التي اتخذت إزاءها تدابير أمنية استثنائية. التفاصيل في صفحة تقارير.