خلف لافتة كتب عليها شعار «لا للصمت نعم للتضامن والاحتجاج» سار المئات من المتظاهرين صبيحة أمس الأحد من أمام مقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بدرب عمر بالدار البيضاء في مسيرة احتجاجية تضامنية مع فلسطين، تعد الأولى من نوعها بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف ما يزيد عن 100 شهيد ومئات الجرحى. وردد المتظاهرون، الذين لبوا نداء الكونفدرالية الديمقراطية الشغل الراعية لهذه التظاهرة، شعارات منددة بالجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وأخرى مستنكرة للسياسة الأمريكية تجاه القضايا العربية والإسلامية والتي تتعامل معها بمكيالين. كما صب المتظاهرون جام غضبهم على الحكام العرب واعتبروهم صنيعة لما أسموه بالسياسة الأمريكية والصهيونية على حد سواء، ودعوهم إلى التنحي إن هم شعروا بالهزيمة،» ياحكام الهزيمة اعطيو الشعب الكلمة إلا شعرتو بالهزيمة». وقد شارك في هذه التظاهرة عدد من قيادي النقابة المذكورة، لكن كان لافتا للانتباه تخلف كاتبها العام نوبير الأموي عنها، حيث ربطت مصادر كنفدرالية ذلك بأسباب صحية والتي ألمت به في آخر لحظة، حيث كان مقررا أن يشارك في التظاهرة. وعرفت المسيرة مشاركة أمين عام جبهة القوى الديمقراطية التهامي الخياري، الذي سار جنبا إلى جنب مع قياديي الكنفدرالية الذين تقدموا المحتجين. وعلى طول المسار المقرر لهذه المسيرة التي جابت شارع حمان الفطواكي مرورا بمحج الحسن الثاني وشارع محمد الخامس، رسم المتظاهرون لوحات فنية تضامنية حركت سكون هذا الشارع الذي اعتاد على السكون عند صبيحة كل أحد، من خلال الشعارات واللافتات والملصقات وصور شهداء الانتفاضة إلى جانب الأعلام المغربية والفلسطينية. ولم ينس المتظاهرون التنديد بسياسة استهداف الأطفال الرضع التي نهجتها القوات الإسرائيلية خلال غاراتها الأخيرة، متسائلين عن مآل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تنص على حماية هؤلاء خلال فترات الحروب والاضطرابات. ويرى عبد القادر الزاير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن المسيرة التي نظمتها مركزيته النقابية صبيحة أمس الأحد هي أقل ما يمكن القيام به خلال الظرف الحالي، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن الواجب يحتم على الجميع القيام بعدد من الأشكال التضامنية. على اعتبار أن ما يتعرض له الفلسطينيون في الظرف الحالي هو استهداف لكافة الشعوب العربية والإسلامية ولا ينحصر على فلسطين وحدها. مضيفا في السياق ذاته أن سيادة فلسطين هي من سيادة البلدان العربية والإسلامية، وأن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته كاملة وإلا فإنه لن يكون فيما بعد أي رادع أمام المخططات الأمريكية الصهيونية التي أصبحت جاثمة على كافة المنطقة العربية والإسلامية، مبرزا من جهة أخرى أنهم طلبوا من كافة الاتحادات العمالية المنضوية تحت لواء الكنفدرالية القيام بوقفات احتجاجية أمام تلك المقرات أو تنظيم مسيرات بحسب ما تيسر لهم، على أن يتحلوا بالمسؤولية تقديرا للظرفية التي تمر منها البلاد على حد تعبيره. وقد حرص المتظاهرون طيلة مدة المسيرة على بعث عدد من الرسائل الأولى للفلسطينيين بضرورة الوحدة وترك الخلافات الداخلية على الجانب، «يا هنية ياعباس الوحدة هي الأساس»، والثانية إلى المنتظم الدولي الذي بقي يقف متفرجا على ما يقع في فلسطين دون أن يحرك ساكنا والثالثة إلى الحكام العرب مفادها أن الشعوب العربية والإسلامية غير راضية عن الطريقة التي تتفاعل بها مع هذه القضية. وأنه مهما يكن من أمر فإن الشعوب ستبقى تعبر عن مواقفها وأن فلسطين لن يتم محوها من ذاكرتها بالرغم من مخططات غسل الدماغ التي تنتهج ضدها.