نظم آلاف المتظاهرين -بينهم عدد كبير من الفلسطينيين- مسيرات في لبنان لمطالبة الحكومات العربية بالتحرك في مواجهة الغزو "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية.ففي وسط بيروت تجمع نحو ثلاثة آلاف من الإسلاميين أمام المقر الإقليمي للأمم المتحدة. وطالب المتظاهرون دول الطوق بالسماح لجماعات فلسطينية في المنفى بمهاجمة إسرائيل عبر الحدود ودعوا مصر والأردن لقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع "إسرائيل".ونظمت جماعات لبنانية موالية لسوريا مظاهرات مماثلة في طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية. ونظم نحو ثلاثة آلاف من أنصار منظمة التحرير الفلسطينية مظاهرة في مدينة صيدا في الجنوب.كما تظاهر أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في صور بجنوب لبنان وأطلقوا هتافات هددوا فيها بمهاجمة سفارات أجنبية وخطف طائرات إذا تعرضت حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للخطر. وهتف المتظاهرون الوافدون من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المدينة على بعد 83 كلم جنوببيروت "إذا استشهد أبو عمار سنفجر سفارات ونخطف طائرات". وتقدم التظاهرة حوالي 200 طفل بين السابعة والعاشرة من العمر يرتدون أكفانا بيضاء ويضعون مجسمات لأحزمة متفجرات. وفي قرية الطيبة جنوب لبنان قام مواطن لبناني بصب البنزين على سيارته الأميركية الصنع وإحراقها في اعتصام تضامني مع الفلسطينيين أقيم في ساحة القرية ودعا فيه النائب عبد الله قصير (من نواب حزب الله) إلى مقاطعة البضائع الأميركية استنكارا "لانحياز الولاياتالمتحدة الكامل إلى جانب "إسرائيل" في عدوانها على الشعب الفلسطيني". مظاهرات في سوريا وفي السياق ذاته تظاهر عشرات الآلاف من السوريين تقدمهم نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس الوزراء مصطفى ميرو ورئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة في وسط دمشق تعبيرا عن دعمهم للفلسطينيين. وتجمع المتظاهرون أمام مقر مجلس الشعب رافعين الأعلام السورية والفلسطينية وصورا للرئيسين السوري بشار الأسد والفلسطيني ياسر عرفات. وتزامنت التظاهرة مع الاحتفال بالذكرى ال55 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم. وشارك في التظاهرة رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة ورئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو ومسؤولون فلسطينيون بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل. وحمل المتظاهرون لافتات كتب على إحداها "الدفاع عن الأرض المغتصبة حق شرعي"، وطلبوا من الرئيسين السوري الأسد واللبناني لحود "فتح الحدود" مع "إسرائيل" لمساعدة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وبعد أن أحرقوا أعلاما "إسرائيلية" دعوا إلى "قطع علاقات" مصر والأردن مع إسرائيل. مظاهرة مليونية بالمغرب وخرج حوالي ثلاثة ملايين متظاهر من المؤيدين للفلسطينيين إلى شوارع العاصمة المغربية الرباط احتجاجا على الهجمات الصهيونية. وقدرت الجماعات السياسية التي نظمت الاحتجاج أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص شاركوا في المسيرة بشارعي الحسن الثاني ومحمد الخامس الرئيسيين في الرباط. وحمل الكثير من المتظاهرين الأعلام الفلسطينية وصور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أول مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تسمح بها السلطات المغربية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني في سبتمبر 2000.وفي محاولة منهم للركوب على المسيرة شارك عدد من المسؤولين الحكوميين بينهم رئيس الوزراء عبد الرحمن اليوسفي الذي قال "إن حضور أعضاء حكومتي في المسيرة مع بقية المؤسسات يظهر تضامن المغرب بأكملها مع الشعب الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات". وأضاف اليوسفي أن "أبو عمار أصبح رمز المقاومة والتحدي لكل أشكال الإرهاب ومنه إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل باستمرار ضد الشعب الفلسطيني"، كما ندد اليوسفي "بالتواطؤ المعلن أو الضمني لبعض القوى العظمى في العالم فيما يجري في الأراضي" الفلسطينية.المسيرة التي دعت إليها الجمعية المغربية للكفاح الفلسطيني خلت من رفع اللافتات الحزبية والمهنية وذلك بناء على اتفاق مكتوب بين جميع مكونات المشهد السياسي والجمعوي بالمغرب.وفي المدن المغربية الأخرى نظمت مسيرات حاشدة كثيرة شارك فيها الآلاف من المغاربة. الطيران المصري ومن صور الاحتجاج الأخرى على العمليات العسكرية الصهيونية ضد الفلسطينيين طالب الطيارون المصريون بوقف الرحلات الجوية إلى «إسرائيل» احتجاجا على هذا العدوان. وقال رئيس رابطة الطيارين المصريين أشرف الهواري للصحفيين إن الرابطة قدمت مذكرة بهذا الطلب إلى وزير الطيران المدني أحمد شفيق. وأضاف "نأمل من الوزير الموافقة على طلب الطيارين حيث يشعرون بآلام نفسية شديدة عند قيادة الطائرات إلى تل أبيب". يذكر أن شركة إير سينا المصرية تنظم رحلتين أسبوعيا إلى تل أبيب. وكانت الشركة قد خفضت الرحلات من خمس أسبوعيا بعد أن تراجع عدد الركاب بسبب الحملة العسكرية الصهيونية. مظاهرات في دول إسلامية وفي العاصمة الإندونيسية جاكرتا تظاهر حوالي خمسة آلاف شخص وأحرقوا أعلاما صهيونية في تظاهرة تضامن مع الفلسطينيين. وقد أشاد المتظاهرون بالخطباء الذين استنكروا العمليات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية وانتقدوا ردود فعل الحكومة الإندونيسية التي قالوا إنها "ضعيفة جدا". ودعا أحد منظمي التظاهرة المتطوعين إلى الالتحاق بالفلسطينيين والقتال معهم، فيما دعا رئيس مجلس العلماء دين صيام الدين حكومة الرئيسة ميغاواتي سوكارنو بوتري إلى تشديد موقفها من «إسرائيل». يشار إلى أن إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان وليست لها علاقات دبلوماسية مع الكيان المحتل. وفي هذه التظاهرة -وهي الرابعة في غضون الأيام الخمسة الماضية بالعاصمة الإندونيسية- رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "إسرائيل هي الإرهابية الحقيقية" و"أنقذوا فلسطين" و"الفلسطينيون إخوتنا" و"الجهاد من أجل فلسطين". ورفع عشرات المتظاهرين صورا لفلسطينيين قتلوا في حين أحرق آخرون أعلاما «إسرائيلية». كما اندلعت مظاهرات مماثلة في باكستان وبنغلاديش ودول إسلامية أخرى. المصدر : الجزيرة+التجديد+ وكالات