أحيى الفلسطينيون الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى التي اندلعت في 28 شتنبر 2000 وشهدت الأراضي الفلسطينية وبعض العواصم والمدن العربية مظاهرات وفعاليات، أكد المشاركون فيها ضرورة استمرار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني. وتظاهر نحو 5 آلاف فلسطيني أول أمس الأحد 2003-9-28 في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تلبية لدعوة اللجنة العليا للحركات الإسلامية والقومية التي تضم أبرز الفصائل الفلسطينية. ورفع المتظاهرون أعلاما فلسطينية وأعلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخضراء والجهاد الإسلامي السوداء، وساروا من جامعة النجاح إلى وسط مدينة نابلس. وأعلن المتظاهرون إصرارهم على استمرار مقاومة العدو الإسرائيلي من خلال ترديدهم هتافات تؤكد على ذلك، وأحرقوا مجسما كرتونيا لطائرة تحمل علم إسرائيل. وكان مئات المتظاهرين الفلسطينيين قد جابوا مساء السبت 2003-9-27 الشارع الرئيسي لمدينة بيت لحم بالضفة الغربية، حاملين شموعًا وأعلامًا فلسطينية قبل التجمع في ساحة كنسية المهد ليرددوا شعارات تدعو إلى مواصلة الانتفاضة. وفي السياق ذاته، تظاهر نحو 8 آلاف من مؤيدي حركة حماس في مخيم للاجئين بجنوب لبنان، الأحد الماضي. وأشاد المتظاهرون بأعمال المقاومة والعمليات الاستشهادية التي ينفذها فدائيو حماس، وحملوا صور بعض منفذي العمليات الاستشهادية من حماس. وردد المتظاهرون: يا رنتيسي يا مجروح.. دمك هدر ما بيروح وذلك في إشارة إلى محاولة العدو الفاشلة لتصفية عبد العزيز الرنتيسي في يونيو الماضي. ولف الأطفال خلال المظاهرة رؤوسهم بشارات سوداء كتب عليها القدس لنا، نحن عائدون وحملوا مجسم نعش لُفَّ بقماش أسود ويحمل شعار الأممالمتحدة وكُتب عليه ماتت ديمقراطيتكم. وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين: المطلوب اليوم حوار وطني يحدد أهداف الشعب الفلسطيني بعد أن سقطت تسوية أوسلو. وأضاف: لا يمكن في هذه المرحلة أن نقبل أن نسير بإرادة شخص، في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس عرفات. وتابع حمدان: لسنا وحدنا في الميدان، مقاومة حزب الله معنا في لبنان، ومعنا المقاومة في العراق. وفي القاهرة تجمع نحو 300 شخص في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة مرددين هتافات وحاملين لافتات كتبت عليها عبارات تعبر عن تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني والعراقي. وشهدت المظاهرة حضورا أمنيا مكثفا، حيث أحاطت قوات مكافحة الشغب بالمتظاهرين مباشرة. واختتمت المظاهرة بترديد المشاركين فيها عبارة: بالروح بالدم نفديك يا مصر.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.. بالروح بالدم نفديك يا عراق. ومعلوم أن المظاهرات محظورة رسميا في مصر بسبب فرض حالة الطوارئ منذ عام .1981 وفي العاصمة السورية دمشق تظاهر مئات الأشخاص السبت دعمًا للانتفاضة وتنديدًا بالموقف الأوربي والأمريكي الذي يعتبر حركة حماس حركة إرهابية. وقال هيثم المالح رئيس جمعية حقوق الإنسان السورية لوكالة الأنباء الفرنسية: إن المسيرة تعبير عن دعم الانتفاضة الفلسطينية وضد القرار الأوربي والأمريكي الخاطئ باعتبار حماس حركة إرهابية. وجاء في بيان صادر عن هذه الجمعية التي شاركت في المسيرة أن دول العالم ما تزال، في الذكرى الثالثة لانتفاضة الأقصى في فلسطينالمحتلة، عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية التي أقرها ميثاق الأممالمتحدة والشرعية الدولية لإيقاف الجرائم والاعتداءات الهمجية اليومية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأرض والإنسان في فلسطينالمحتلة. وكتب على لافتة علقت في شارع بأحد المخيمات على مدخل مدينة صور أن الاستشهاد رمز أمتنا الإسلامية.. نرسل أبناءنا للشهادة لنبني حياة أفضل لجيل المستقبل. ويظهراستمرار الانتفاضة فشل الإرهابي شارون في تحقيق وعده الانتخابي بتوفير الأمن للصهاينة خلال مائة يوم. وباعتراف الصهاينة فقد أدت الانتفاضة إلى مزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية في الكيان الصهيوني. ومع ما تواجهه الانتفاضة من محاولات إسرائيلية ودولية لإجهاضها، يبدو أن تعثر مسار التسوية السلمية يُبقي على الانتفاضة خيارا وحيدا للفلسطينيين. وكانت الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى انطلقت قبل ثلاثة أعوام بعد أن قام شارون بزيارة استفزازية لأكثر المناطق حساسية عند المسلمين في القدسالمحتلة: ساحة الحرم الشريف التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وحركت هذه الزيارة مشاعر المسلمين داخل فلسطين وفي العالم.