عرفت عدة مدن مغربية كالرباطوالبيضاءومراكش، على إثر سماع خبر استشهاد القائد عبد العزيز الرنتيسي، خروج آلاف المواطنين، على اختلاف أعمارهم ومشاربهم، للتظاهر في وقفات، تعبيرا منهم على تألمهم لما يصيب إخوانهم من اضطهاد، واحتلال للأرض والمقدسات، ولكن خرجوا أيضا لمنح المقاومة الفلسطينية تأييدا معنويا، ولإبلاغ رسالة لمن يتربصون الدوائر بالأمة الإسلامية، مفادها أن روح المقاومة والصمود ما تزال موجودة في نفوس المغاربة، وما نحتاج إليه هو تفعيلها بابتكار أساليب النصرة المادية بالأساس. الرباط: وقفات بين ممثلية الأممالمتحدة وسفارة فلسطين بحضور المئات من المواطنين أغلبهم شباب، وقفت بدعوة من سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق جموع مساء أول أمس أمام ممثلية الأممالمتحدةبالرباط للتعبير عن رأيها واستنكار ما ارتكبه ويرتكبه قادة الإجرام الصهيوني من مجازر واضطهاد للشعب الفلسطيني، كان آخرها الاغتيال الجبان للشهيد الرنتيسي، وتعالت الأصوات المنددة بما تحظى به من تغطية وتأييد أمريكي مطلق وعجز للمنتظم الأممي وللحكومات العربية والإسلامية عن اتخاذ المواقف التي تقتضيها الظروف من نصرة وتأييد للمقاومة الفلسطينية ومقاطعة للغاصبين. وبعدها سار المتظاهرون في ما يشبه مسيرة قصيرة لمسافة من أمام مبنى الممثلية إلى مقر سفارة فلسطين لتقديم التعازي في شهداء القضية الفلسطينية لمسؤولي السفارة، حيث وجدت الكوكبة مواطنين آخرين في انتظارها ليتحلق الجميع على شكل دائرة تتوسطها راية عملاقة لفلسطين، ومع مرور الوقت انضافت إلى المتظاهرين أعداد أخرى رددت بأصوات عالية شعارات مؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني، وممجدة لروح الجهاد والاستشهاد التي تسري في أبنائه، بالرغم من اشتداد وطأة محاصرة العدو الصهيوني للمقاومة ومحاولة إضعاف عزيمة الفلسطينين، وبالرغم من غياب موقف عربي إسلامي موحد وقوي داعم للمقاومة قولا وفعلا، ومناهض للصهاينة المغتصبين. وتميزت الوقفة التي استمرت إلى ما بعد مغيب شمس الأحد بحضور وجوه قيادية من الحركات الإسلامية كحركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة والتنمية، وجماعة العدل والإحسان، والحركة من أجل الأمة ومن العمل النقابي والحقوقي، وقد أعطيت الكلمة لسفير دولة فلسطين أبو مروان، الذي شدد على أن الغطرسة الصهيونية وتحديد قادتها للائحة تتضمن رموز الانتفاضة الفلسطينية يراد تصفيتهم لن تثني عزيمة المرابطين عن الدفاع عن الأرض والمقدسات، مستدلا على ذلك بأن الشهيد الرنتيسي ودع في جنازة مهيبة بالزغاريد والفرح وليس بالتفجع، قائلا: "إن الفلسطينين واعون بجسامة المهمة المقدسة التي على عاتقهم وبالخندق الذي يقفون عنده، وإن هزيمة الاحتلال تستحق منا شلال الدم وتقديم فلذات الأكباد وهذا الصمود البطولي". وخلال الوقفة، ضرب عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية عبد القادر أزريع موعدا مع الحاضرين للتظاهر في المكان نفسه والوقت نفسه يوم أمس الإثنين، وصرح ل التجديد عقب انتهاء الوقفة التي ختمت بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء أن السكرتارية ستعلن قريبا في ندو ة صحفية عن برنامج عملها لنصرة الشعبين الفلسطيني والعراقي ضد الاحتلال الجاثم على أراضيهما. وقد أصدر عقب الوقفة كل من مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان وحزب البديل الحضاري بيانين لهما، دعا الأول الحكومات العربية والإسلامية وشعوبها إلى تجاوز مرحلة الوهن والتحرك القوي لوقف الإرهاب الصهيوني وحماية شعب وأرض فلسطين منه، في حين وجه حزب البديل الحضاري رسالة تبريك وتعزية لحركة حماس على انتقال أحد قادة الأمة الإسلامية إلى الرفيق الأعلى بعدما قضى حياته مجاهدا مرابطا في سبيل الله. الدارالبيضاء: دموع حزن على فقدان الرموز وزغاريد فرحة بنيلهم الشهادة وفي العاصمة الاقتصادية، نفذ أكثر من ثلاثة آلاف مواطن في اليوم نفسه أمام القنصلية الأمريكيةبالبيضاء وقفة احتجاجية تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد استشهاد قائد حركة حماس بقطاع غزة، وذلك بدعوة من مجموعة العمل الوطني لمساندة العراق و فلسطين. وقد تبادل خلالها المتظاهرون عبارات العزاء على مصابهم الجلل، ولوحظ الكثير منهم وهم يذرفون دموع الحزن والأسى على فقدان أحد أعلام الأمة، وعلى طغيان وتجبر الصهاينة المجرمين. ورفعت جموع المحتجين التي حضرت فيها المرأة بقوة شعارات الغضب والاستنكار للهجمة الصهيونية والغطرسة الأمريكية، ودعت على الكيان الصهيوني بالموت والفناء، وأدانت الصمت العربي الإسلامي، وغيرها من الشعارات التي كانت تقطع بالتكبير والزغاريد والتصفيق، كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها بأكثر من لغة عبارة الإدانة من جهة للاستكبار الصهيوني والأمريكي والتأييد والنصرة لجهاد ومقاومة الفلسطينين. وفي ختام الوقفة تلا مصطفى الرميد عن مجموعة العمل الوطنية لمساندة الشعبين العراقي والفلسطيني بيانا قدم فيه أصدق التعازي للأمة الإسلامية في فقدان أحد أبنائها البررة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ودعى إلى تآزر كل القوى وذوي النيات الحسنة لمواجهة الغطرسة الصهيونية. وأكد البيان أن خيار المقاومة هو السبيل الأوحد لجلاء المحتل، وحمل المسؤولية الكاملة في هذه الجريمة وغيرها للإدارة الأمريكية، ودعا البيان الشعب المغربي للاستمرار في دعم القضية الفلسطينية بكافة الأشكال المتاحة والممكنة. مراكش: الشباب والطلبة في طليعة المتظاهرين مباشرة بعد تلقي خبر استشهاد الدكتور الرنتيسي يوم السبت الماضي، رفعت في عدة مواقع بمراكش شعارات منددة بالغطرسة الصهيونية التي يمارسها الكيان الغاصب، وذلك في مجموعة من الوقفات التلقائية التي نظمت أمام بعض المساجد بالمدينة، ومقرات الجمعيات والهيئات السياسية. وقد قامت شبيبة العدالة والتنمية مساء اليوم نفسه بوقفة تندد بهذه العملية الإجرامية وعمليات الاغتيال السابقة التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وقياداته المجاهدة. وأدانت المنظمة الشبيبية في بيان لها توصلت التجديد بنسخة منه سياسة الاغتيالات الجبانة التي يقوم بها الصهاينة، وأكدت دعمها ومساندتها المطلقة للشعب الفلسطيني في جهاده ضد المحتل الغاشم، وللمقاومة العراقية الباسلة ضد المحتل الأمريكي. وأشار البيان إلى أن "شارون ما كان ليفعل فعلته الشنيعة لو لم يكن محميا تحت غطاء ومباركة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي ظل تخاذل الحكومات العربية والإسلامية". ونظم أعضاء في حركة التوحيد والإصلاح من جهتهم وقفة رمزية عبروا فيها عن شجبهم لاغتيال الشهيد الرنتيسي، وتضامنهم المطلق مع شهداء الأمة العربية في فلسطين والعراق، كما أصدرت جمعية السبيل للثقافة والتربية بالمدينة نفسها بيانا تحيي فيه الشهيد الرنتيسي وقبله الشيخ ياسين، اللذين كانا وما يزالان من رموز للسمو والشموخ والعزة في زمن الانبطاح الممسوخ. وذكرت مصادر طلابية أن وقفات رمزية نظمت كذلك بجامعة القاضي عياض، ولم تمنع ظروف الامتحانات الطلبة من التعبير عن تضامنهم المطلق مع الشهداء، وشجبهم لسياسة الاغتيالات الجبانة بتعليقهم صور الشهيد وتنظيم حلقيات، كما شارك مجموعة من الطلبة في الوقفات الاحتجاجية سالفة الذكر، وقال الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي في تصرح ل التجديد إن مشاركة الطلبة في وقفات احتجاجية من هذا النوع هو "وعي منها بامتدادها الجماهيري في إطار الانخراط في مقاومة كل أشكال القضاء على المقاومة الباسلة، ومن بينها العمليات الجبانة التي تستهدف زعماء المقاومة الفلسطينية". عبد الغني بلوط محمد بنكاسم عبد الغني مرحاني حسن أمارير