في غمرة احتفال السلطة التونسية بذكرى «الاستقلال» و»عيد الشباب» قضى السجين الإسلامي الأخ عبد الوهاب بوصاح نحبه يوم السبت 23 مارس 2002 عن سن تناهز الرابعة والثلاثين في زنزانته بسجن برج الرومي تحت وطأة القهر والتنكيل لينضاف إلى قائمة الشهداء إن شاء الله ضحايا الدكتاتورية في تونس. اعتقل الأخ عبد الوهاب بوصاع سنة 1991 ضمن الحملة الكبرى على الإسلام والحرية وحكم عليه ب16 سنة سجنا قضى منها إحدى عشر سنة متنقلا بين مختلف سجون البلاد حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والإهانة كما تعرض طيلة مدة سجنه إلى المنع من الغذاء الصحي والدواء وأدوات القراءة والكتابة ومن الصلاة جماعة بل وصل الأمر إلى منعه وزملائه من الصلاة جملة حتى يمر وقتها. وفي شهر ديسمبر 2001 تم نقل الأخ عبد الوهاب إلى زنزانة بسجن برج الرومي خاصة بالشاذين جنسيا الذين وقع تحريضهم على التحرش به فكانت القطرة التي أفاضت الكأس فقرر الاحتجاج بأشد أسلوب يملكه السجين وهو الإضراب عن الطعام مطالبا بنقله من هذه الغرفة ولكن دون جدوى. ومن ذلك الحين منعت عائلته من زيارته في السجن فاتصلت عديد المرات برئاسة الدولة لعرض مظلمتها ولكن دون جدوى. ويوم السبت 23 مارس استدعت مصالح البوليس السياسي والدته وأعلمتها أن ابنها مغمى عليه في المستشفى فلما حضرت لزيارته وجدته قد أسلم الروح. حالما شاع خبر وفاته عمدت السلطة إلى ضرب حصار بوليسي رهيب على بيته بضاحية الكبارية ووجهت أشد التهديد لأسرته إذ هي أعلمت أحدا بوفاة ابنها. ومنع أصدقاؤه والشخصيات التي حضرت للتعزية من حضور موكب الدفن. وإزاء ما يتعرض إليه شعب تونس من قمع وحشي طال كل أحراره ولاسيما أبناء الحركة الإسلامية، فإن حركة النهضة: 1 تعزي أسرة الشهيد في مصابها الجلل سائلة الله أن يفرغ عليها صبره وأن يخلفها والمسلمين فيه خيرا وأن يتقبله في الشهداء. 2 تدعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى فتح تحقيق حول ملابسات حصول هذه الجريمة. 3 تدعو سائر القوى الديمقراطية والإسلامية أن تستنكر هذه الجريمة الشنعاء وتضغط من أجل الكف عن سياسات انتهاك حقوق الإنسان والقتل البطئ المسلط على ألف سجين سياسي معظمهم إسلاميون مضى عليهم أكثر من عشر سنوات في سجون الموت فمنهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر تنخر بدنه العلل. 4 تحذر من العواقب الوخيمة لسياسات القمع الوحشي التي دأبت عليها السلطة تجاه مساجين الرأي وسائر قوى التغيير وعامة شعب تونس، وتطالب بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين والتعويض لهم ولكل العائلات المتضررة ورفع القيود عن الحريات العامة والخاصة. 5 تدعو شعب تونس الممتحن وقواه المناضلة إلى الصمود والاعتصام بحبل الله نصير المستضعفين وإلى التضامن من أجل تونس حرة يطيب العيش فيها لكل أبنائها وتياراتها. "فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا" (المعارج 5.6.7). 11 محرم 1423/25 مارس 2002 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي