كشف دراسة نشرت حديثا عن التدخين في الوسط القروي في المغرب أن أعلى نسبة من تعاطي المخدرات في صفوف النساء سجلت في وسط متعاطيات الجنس (40 في المائة)، وأكدت تنامي نسب التدخين في صفوف المطلقين والمطلقات (بنسبة 42,3 في المائة بالنسبة للرجال)، كما كشفت هذه الدراسة التي نشرتها مجلة الصحة لشرق المتوسط Eastern Mediterranean Health Journal الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عددها لشهر يونيو ,2010 أن 16,9 في المائة من العينة المستجوبة تم تصنيفهم باعتبارهم مدخنين في الوقت الراهن و 11,8 في المائة باعتبارهم مدخنين سابقين، و 71,3 في المائة لم يسبق لهم أن دخنوا، وصنفت الدراسة 31 في المائة من الذكور باعتبارهم مدخنين حاليا، في حين لم تتجاوز نسبة المدخنات حاليا من النساء 1,1 في المائة. وقد أعلنت هذه الدراسة التي تحمل عنوان عبء التدخين في البوادي المغربية ضمن أهدافها التعرف على تقديرات انتشار التدخين في الوقت الحالي وخصائصه في البوادي المغربية، ومحاولة معرفة المحددات التي تفسر ارتفاع نسبة التعاطي للتدخين، واعتمدت في منهجيتها لتحقيق هذه الأهداف التعرف على نسب انتشار التدخين باعتبار معيار كل من السن، والمستوى التعليمي، والدخل، والوظيفة، والوضعية العائلية، والجنس، والمنطقة الجغرافية. فمن حيث السن، سجلت الدراسة أعلى نسبة من المدخنين في الذكور في المجموعة ما بين 3930 سنة بنسبة 42,3 في المائة، في حين سجلت أعلى نسبة من المدخنات في المجموعة السنية ما بين 2920 سنة في حين سجلت أعلى نسبة من المدخنات في السن ما بين 2920 بمعدل 1,6 في المائة. أما من حيث الوظيفة، فسجلت الدراسة أعلى نسبة من المدخنين بالنسبة إلى الذكور في أوساط رجال الأمن، في حين سجلت ب50 في المائة، وسجلت أعلى نسبة بالنسبة إلى النساء في صفوف عاملات الجنس ب 40 في المائة. وأكدت الدراسة بعض الفرضيات التي تربط بين التدخين ومستوى الدخل المتدني، إذ سجلت أعلى نسبة من المدخنين في صفوف الذين لا يتجاوز دخلهم 1000 درهم بنسبة 38,3 في المائة بالنسبة إلى الرجال في حين سجلت أعلى نسبة من المدخنات في النساء اللواتي يتراوح دخلهم ما بين 1000 و2000 درهم شهريا بنسبة 1,9 في المائة. كما فتحت المجال لفرضيات بحثية جديدة تتعلق بعلاقة ارتفاع التدخين بالوضعية العائلية، إذ أكدت الدراسة ارتفاع التدخين في صفوف المطلقين والمطلقات بنسبة 42,3 في المائة بالنسبة للرجال، و 1,6 في المائة بالنسبة إلى النساء. وبخصوص المعيار الجغرافي، كشفت الدراسة أن أعلى نسبة من المدخنين والمدخنات سجلت في مدينة الدارالبيضاء، بينما أكدت باعتبار معيار المستوى التعليمي، أن الإقبال على التدخين يتزايد أكثر في صفوف الذين لا يتجاوز تعليمهم المستوى الابتدائي. وفي تفسير له لنتائج هذه الدراسة، عزا الدكتور أحمد المطيلي، أن ارتفاع نسب الإدمان على التدخين في صفوف المطلقين أو الممارسات للدعارة إلى نسبة التوتر النفسي الذي تعيشه هذه الأصناف، واعتبر أن التدخين هو سلوك انحرافي يتم اللجوء إليه لتصريف التوتر النفسي أو الاجتماعي الذي يخضع له الشخص، وأنه كلما كانت درجة الخلل النفسي كبيرة، وكلما كانت الضغوط الاجتماعية ثقيلة كلما بحثت الشخصية التيس تعاني من الخل النفسي عن وسائل لتصريف توترها النفسي، ووصف المطيلي الخلل النفسي الذي تعاني منه ممارسات الدعارة بالانحراف المتعدد الأشكال معتبرا أن هذا النوع من الانحراف يدفع أصحابه للإدمان على كل الأشكال الانحرافية التي يوفرها الواقع ، وأكد الأخصائي النفسي أن عوامل متعددة نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية وأخلاقية تساهم في بروز هذا الانحراف المتعدد الأشكال لدى الأشخاص الذين يعانون من خلل نسي في شخصيتهم. يشار إلى أن الدراسة أجريت على عينة تتكون من 3438 مستجوب من سن 15 سنة فما فوق 1819 ذكرا (52,9 في المائة) و 1619 إناث (47,1 في المائة)، وتم اختيارها من أصل 9195 لتكون ممثلة لكل التراب الوطني وممثلة أيضا للخصائص الاثنية والسوسيوديمغرافية لجهات المغرب الستة عشر، حيث تم جمع نتائج هذا الاستبيان ما بين 2005 و ,2006 واعتمدت من قبل المنظمة العالمية للصحة في غشت ,2008 ليتم نشرها مؤخرا في مجلة الصحة لشرق المتوسط الصادرة عنها.