كشفت نتائج دراسة ميدانية أعدتها الجمعية العالمية للبحوث والمعلومات حول الصحة حول التدخين في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط أن المدخن المغربي ينفق على التدخين أكثر مما ينفق على التربية والتعليم، ويخسر مثله مثل مواطن الجزائر وتونس على التدخين نحو 50 دولارا شهريا. وأكدت الدراسة التي قدّمت نتائجها الأولية الأسبوع الماضي، وشملت عددا كبيرا من مدخني بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط، منها المغرب والجزائر وتونس والسعودية والإمارات وجنوب إفريقيا وغيرها، أن 61 في المائة من العينة التي تم بحثها، يرغبون في التوقف عن التدخين، لكن لا يملكون القدرة على ذلك، بدليل فشلهم في كل محاولة إقلاع عن التدخين. الأمر الذي رسّخ عن الكثيرين أن التدخين هو مثل غيره من الأمراض المزمنة التي يصعب علاجها. وأبرزت الدراسة أن 45 في المائة من المدخنين المغاربة يعتقدون أن التدخين هو مرض مزمن، فيما وصلت النسبة إلى 57 في المائة بالنسبة للمدخن التونسي، و49 في المائة بالنسبة للمدخن الجزائري. بينما جزم نحو 74 في المائة من المستجوبين على تبعيتهم المطلقة للتدخين، ولا يعتقدون أن بإمكانهم التراجع عن هذه البلية إلا بمساعدة أحد المختصين. لكن المثير بخصوص هذه الفكرة، أن المستجوبين يعتقدون أن للعائلة دورا كبيرا في حثهم على الإقلاع عن التدخين، فقد بينت الدراسة أن 63 في المائة من المدخنين يتأثرون بضغوط المحيط العائلي. لكنهم هم أنفسهم وبنسبة تزيد على 75 في المائة لهم اطلاع واقتناع بالمخاطر الصحية الناتجة عن التدخين، ويعرفون أنهم يعرضون أنفسهم لأمراض مؤدية إلى الموت مثل أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئتين. وبسبب ذلك، أكد نحو 68 في المائة من المدخنين أنهم محفزون للتوقف عن التدخين. وأكد 54 في المائة منهم أنهم حاولوا الإقلاع عن التدخين بمعدل 3 إلى 4 مرات، لكنهم لم يوفقوا، بالرغم من أن محاولاتهم امتدت لأشهر عديدة ثم عادوا بعدها للتدخين. وقال عبد القادر طرفاي، طبيب وباحث في قانون الصحة، إن ثمة تكلفة مباشرة وأخرى غير مباشرة للتدخين على صحة المواطن المغربي، وأوضح طرفاي أن الإنفاق على التدخين يفوق الإنفاق على التربية والتعليم، ولكن أيضا على الصحة والاستهلاك الأسري، مبرزا أن ذلك يقع في الحالات العادية، ويتضاعف في حال مرض المدخن إلى أضعاف مضاعفة. خاصة وأن، يقول طرفاي، الأمراض التي تصيب المدخن بالغة الخطورة ومكلفة لدخله اليومي أو الشهري. واعتبر طرفاي في تصريح لـالتجديد أن التدخين ليس مرضا مزمنا كما أبرزت ذلك الدراسة، وإنما هو سلوك منحرف يبدأ خاصة في مرحلة المراهقة ويستمر في التطور في حياة المدخن، وأرجع المتحدث ذلك إلى ضعف الدور التربوي والتعليمي في تحصين المراهق الشاب من خطورة التدخين. مما يبرز غياب دور للدولة في وقاية الشباب من هذه الظاهرة الخطيرة.