أفادت وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي أن مصادر من داخل الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ زعمت أن إدارة بوش رفضت طلب "إسرائيل" مساعدات مالية جديدة، وذلك في ظل أجواء العنف المتزايد في الشرق الأوسط. وتحتاج إسرائيل إلى مساعدة جديدة قدرها 800 مليون دولارا خارج مبلغ 3 بليون دولار التي تتوصل به سنويا!! وقد أثار طلب "إسرائيل" لمساعدات مالية جديدة انشغال أمريكا حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين!! وكانت أعلى المساعدات الأمريكية لإسرائيل التي قدمت بموازاة ما خصص للحرب المعلنة على «الإرهاب» قد أثقلت ميزانية الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبخصوص موضوع مساعدات مالية إضافية لإسرائيل فإن أحد أعضاء مجلس الشيوخ احتج وقال أن الأمر لن يحصل، فيما أحجم مكتب التسيير والميزانية للبيت الأبيض عن التعليق!! وقال موظفون من الإدارة الأمريكية ومصادر من مجلس الشيوخ أن مساعدات إضافية لن تتم الموافقة عليها ورد ناطق رسمي في السفارة «الإسرائيلية» بواشنطن أنهم «لا يعلمون شيئا عن الأمر»!! وتعتبر المساعدات المذكورة في مجملها جزء من مبلغ 15 بليون دولارا المخصصة للبنطاغون ودول الواجهة المنخرطة في الحرب المعلنة ضد «الإرهاب»، وإعادة ترميم ما دمر في نيويورك، الذي يطالب بوش بالمصادقة عليه قريبا من الكونغرس. ولا يعلم ما إذا كان سيعاد طرح طلب إسرائيل لمساعدات جديدة من الولاياتالمتحدة في الوقت الذي أفادت مصادر أن مكتب التسيير والميزانية (OMB) قد ألغى طلبات أخرى لإسرائيل. وحسب نفس المصدر فإن بوش أعاب على الحكومة الإسرائيلية في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي، أعاب عليها عملها العسكري، قائلا أن ذلك لا يساعد على عمل أمريكا في إقرار السلام!! وتعد إسرائيل المستفيد الرئيس من المساعدات الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية إذ تتوصل سنويا ب 3 بليون دولار. وخلال زيارة لواشنطن بداية هذا العام، أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون موضوع المساعدات الإضافية مع بوش، وتركز لقائهما حول مبلغ 800 مليون دولار كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد وعدت به الرئيس السابق إيهود باراك على عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لمساعدة (إسرائيل) إثر انسحابها من الجنوب اللبناني ولأجل الدفاع ضد الصواريخ الباليستية من الدول المعادية المحتملة في الجوار كالعراق وإيران... وتشدد "إسرائيل" على حاجتها لتلك المساعدات كضرورة لانعاش الاقتصاد المحلي الذي تأثر بفعل العنف الدائر داخل الأراضي المحتلة، وبفعل التدهور الحاصل في الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من ذلك، فإن وزارة الداخلية لم تطالب لإسرائيل إلا 200 مليون من أصل 800 مليون دولار التي تطالب بها إسرائيل وقد أثار الأمر نقاشا داخل الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ وفي الوقت الذي أضافت حرب أمريكا في أفغانستان ضد القاعدة وضد «الجماعات المتطرفة» ودعم الدول المنخرطة في واجهة الحرب المعلنة على «الإرهاب» تأتي مطالب إسرائيل لتضيف أعباء جديدة على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال المحللون إن مساعدات مالية جديدة لإسرائيل قد تثير غضب الكثيرين!! وللإشارة فإن مبلغ 15 بليون دولارا المذكور أعلاه يتضمن 10 بليون دولارا مخصصة للحرب المعلنة على «الإرهاب» و5.4 بليون دولارا مخصصة لإعادة إعمار ما دمر في هجمات نيويورك، بالإضافة إلى أن مقترح المساعدات المستعجلة لصالح أفغانستان سيتضمن 250 مليون دولارا دون احتساب 297 مليون دولار تعهدت بها أمريكا لفائدة أفغانستان وقسطا آخر غير معلن عنه لفائدة تركيا. بعد قراءة ما جاء في هذا الخبر لا يسعنا إلا أن نبدي استغرابنا!! فمتى كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعيب على الكيان الصهيوني سياسته العدوانية وانتهاكاته الإنسانية؟ وهل تحتاج أمريكا إلى موافقة أو معارضة أحد حتى تبث في مساعدة «الدولة» التي لا يستطيع أحد من رؤساء أمريكا أن يغضب أقوى لوبياتها داخلها؟ أم أن ذلك يذخل في إطار طبخة جديدة تستهدف الإعداد ثانية للاستفراد بالعراق من خلال استرضاء العرب كما فعلت في بداية حرب أفغانستان؟