كشفت نشرة المنجزات لسنة 2004, الصادرة أخيرا عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الوزارة قامت بدراسة علمية شاملة حول الوضعية الاجتماعية لأئمة المساجد، أبانت عن أن عدد الأئمة بالمغرب يصل إلى 33 ألفا و82 إماما، بينما لا يتعدى متوسط مكافآتهم 8 آلاف درهم في السنة، أي ما يعادل أقل من 667 درهما شهريا، و55 في المائة منهم يتقاضون أقل من 625 درهما في الشهر، وأشارت النشرة إلى أن الوزارة قررت، بناء على الدراسة، الرفع من مكافأة الفئة المذكورة إلى 917 درهما شهريا، استفاد منها حوالي 80 في المائة منهم، بينما احتفظ للباقي بمكافآتهم التي تفوق المبلغ الجديد. وسلطت النشرة الأضواء على الأعمال الاجتماعية التي تقوم بها الوزارة، المتمثلة في مساهمتها في الأنشطة الاجتماعية لمؤسسة محمد الخامس، ومساعدتها للجمعيات والمؤسسات الإحسانية، والقيمين الدينيين الذين عجزوا عن القيام بالمهام الموكولة إليهم، وتقديمها يد العون إلى بعض المواطنين المعوزين، وتتراوح الإعانات التي تخصصها للمؤسسات الاجتماعية ما بين 5 ألاف و60 ألف درهم، في حين تتراوح تلك المقدمة لمواطنين ما بين 100 درهم و500 درهم، كما بلغت مساهمة الوزارة في إحياء المواسم 20 ألف درهم وفي مجال العناية بالمساجد، التي تضطلع بها مديرية خاصة أحدثت لذلك، أبرزت النشرة أن النفقات الخاصة بالمساجد بلغت 33 مليون و762 ألف درهم بمساهمة كل من الدولة والأوقاف، مكن الوزارة من تحقيق إنجازات مادية تمثلت في وضع خطة للارتقاء بمساجد المملكة موقعا ورسالة، وفق مقاربة تشاركية يتم تنفيذها بالدارالبيضاء أولا، ثم تعميمها على المستوى الوطني، وأفصحت النشرة عن كون الوزارة قد قامت بتعيين 502 قيما دينيا خلفا لآخرين، بالإضافة إلى 436 جددا، للتأطير في المساجد على المستوى الوطني، ومواصلة العناية بالكراسي العلمية بالمساجد الكبرى، وتعمل على تكوين قيمين دينيين آخرين من حملة شهادة العالمية أو الإجازة، بغية بعث دور المسجد الطلائعي في التربية والتوجيه والتعليم والتثقيف. وعملت الوزارة، حسب النشرة، على وضع برنامج استعجالي لبناء المساجد في الأحياء الهامشية، بمعدل 20 مسجدا كل سنة، مشيرة إلى أن الوزارة باشرت بتنسيق مع السلطات المحلية، تحديد أماكن هذه المساجد للسنة الحالية. وأوضحت النشرة أن الوزارة قامت بترميم وإصلاح عدد من المساجد والمآثر الدينية التاريخية، وكذا تجهيز مساجد أخرى بما يلزمها من ماء وكهرباء، وتقديم إعانات لبناء أخرى تشجيعا ودعما للمحسنين والجمعيات على بناء المساجد وإصلاحها. وتناولت النشرة من جانب آخر، أداء الوزارة في مجال الشؤون الإسلامية، بحيث ذكرت بمباراة محمد السادس لحفظ القرآن الكريم وتجويده، والتي عرفت مشاركة مغاربة وأفارقة وأبناء الجالية المغربية بالخارج، وكذا مباراة تجويد القرآن الكريم خلال شهر رمضان بتنسيق مع القناة الثانية، ومشاركة المغرب في مسابقات قرآنية دولية، بالإضافة إلى الحدث الأبرز المتمثل في إطلاق إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، وتحدثت النشرة عن الجهود التي تبذلها الوزارة في تفعيل وإحياء التراث الإسلامي والعلوم الإسلامية الأصيلة، وفي هذا الإطار أصدرت الوزارة سلسلة من الكتب، اعتبرتها إضافة نوعية ومتميزة للمكتبة الإسلامية. وأثارت النشرة موضوع التعليم العتيق، ودور المساجد في محاربة الأمية، وبينت سعي الوزارة إلى تفعيل مضامين القانون 13 ,01 الذي يعتبر الإطار المرجعي للنهوض بهذا القطاع، وتطوير مناهجه وبرامجه، وكذا تعيين أطر جديدة للقيام بالتسيير والتدريس، واحتضان بعض المدارس، مع تخصيص مكافآت لفقهائها ومنح لطلبتها، وتجهيزها بالأدوات والمعدات تمثلت في حواسيب وطوابع وأسرة، وأحدثت الوزارة جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية، قصد تشجيع الكتاتيب وتحفيزها على تطوير أدائها، مع الحفاظ على خصوصيتها، وأبرزت النشرة دور المساجد في محو الأمية، مؤكدة أن العدد الإجمالي للمستفيدين من برنامج محو الأمية يبلغ نحو 35 ألف مستفيد، تشكل نسبة الوسط القروي ما يقارب نصف العدد. إسماعيل حمودي