بلغ مجموع الاعتمادات المخصصة لتحسين الأوضاع المادية للأئمة 490 مليون درهم برسم سنة ,2009 وذلك مقابل 59 مليون درهم سنة ,2004 أي بزيادة بنسبة 730 في المائة، وذلك بحسب ما أعلنه أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في عرض قدمه بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأولى للمجلس العلمي الأعلى الأربعاء المنصرم. وأوضح التوفيق أن عدد الأئمة والخطباء المستفيدين بالنسبة للمساجد التي لا يتلقى الأئمة فيها شرطا من جماعة، ولا من محسن أو جمعية، يبلغ 9 آلاف و722 إماما و1600 خطيبا. مضيفا أن عدد المستفيدين بالنسبة للمساجد التي يتلقى الأئمة فيها إما شرطا من جماعة أو مكافأة من محسن أو جمعية يبلغ 36 ألف إمام. هذا وذكر الوزير في معرض كلمته بقرار الملك إحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، وذلك في سياق تحسين الأوضاع الاجتماعية للقيمين الدينيين. وفي إطار خطة ميثاق العلماء التي أطلقها الملك محمد السادس في خطابه بتطوان السنة الماضية، أعلن التوفيق أن 42 ألف إمام سيستفيدون من عملية تأهيل الأئمة بإشراف 1530 عالما في مجالات العقيدة والمذهب وواجبات الإمامة وتعليم القرآن الكريم والإرشاد في العبادات والوعظ، وكذا تأهيل الدور الاجتماعي للمسجد، مشيرا إلى أنه تم تخصيص اعتماد مالي قدره 145 مليون درهم برسم سنة .2009 هذا وصرح التوفيق في ذات المناسبة أن عدد المساجد بالمملكة يبلغ 47 ألفا و967 مسجدا أي بمعدل ثمانية مساجد لكل خمسة آلاف نسمة، موضحا أن عدد هذه المساجد في المجال الحضري يبلغ 13 ألف و,183 فيما يصل عددها بالمدار القروي 34 ألفا و784 مسجدا. وأبرز أن عدد المساجد اللازمة سنويا لمواكبة النمو الديمغرافي والتوسع العمراني يقدر بـ 200 مسجد، وأن عدد المساجد اللازمة لسد الخصاص المسجل في الشبكة الحالية يبلغ 70 مسجدا كل سنة ولمدة عشر سنوات، مشيرا إلى أن حاجيات التمويل لبناء هذه المساجد تقدر بـ 800 مليون درهم. وكان الملك محمد السادس قد بعث برسالة إلى أعضاء المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأولى للمجلس، دعا فيها العلماء إلى الانطلاق في تنفيذ البرامج التي كان قد تم الإعلان عنها خلال خطاب تطوان في شتنبر ,2008 والتي تتعلق بتأهيل أئمة المساجد وإرشادهم إلى قواعد جامعة وموحدة، تتحقق بها الطمأنينة الروحية اللازمة، وتعزيز صيانة وظائف المسجد وحرمته، مع الارتقاء بمستوى الأئمة العلمي والعملي، حتى يضطلعوا برسالتهم على أحسن وجه، والانتشار كذلك في البوادي والمدن لتوعية عامة الناس وتوجيههم. وفي جلسة أول أمس بالبرلمان، وعد أحمد التوفيق وزير الأوقاف بتحسين الأوضاع المالية للمراقبين والمراقبين المساعدين في المساجد في المستقبل، وذلك حسب الإمكانيات المتاحة، إضافة إلى إدماجهم في التغطية الصحية إذا أمكن. وذكرالتوفيق في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب حول موضوع (وضعية المراقبين والمراقبين المساعدين بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)، بالإجراءات التي اتخذتها الوزارة في 2007 للارتقاء بمهام مراقبة المساجد وتسهيل مأمورية المراقبين وضبط مهامهم ومسؤولياتهم والزيادة في عددهم، فضلا عن الرفع من مكافآتهم الشهرية من 450 درهم في سنة 2003 إلى ألفين درهم شهريا لكل مراقب، وألف درهم لكل مراقب مساعد. مجلس الأمن يمدّد للمينورسو ويتجاهل مطلب الجزائر حول حقوق الإنسان يتوقع أن يكون مجلس الأمن الدولي قد قرّر أمس الخميس التمديد لبعثة المينورسو في الصحراء مدة سنة جديدة، استجابة لتوصية تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره أمام مجلس الأمن منتصف أبريل المنصرم. وهو التقرير نفسه الذي تجاهل فيه مطالب الجزائر والبوليساريو بأن تراقب المينورسو وضع حقوق الإنسان في الصحراء، ويرفضه المغرب بشدة. وعقد مجلس الأمن أمس الخميس جلسته ثانية خلال أسبوع لمناقشة تقرير مون، وكان رئيس مجلس الأمن الحالي، كلود هيلر قد أكد في تصريح صحفي أن أعضاء المجلس تلقوا بشكل إيجابي التقرير الأخير للأمين العام بان كي مون حول الصحراء. وأكد هيلر أن الأعضاء 15 أعربوا عن دعمهم للأفكار التي أوردها الأمين العام في تقريره، وكذا الاستراتيجية المقترحة من قبل مبعوثه الشخصي الجديد كرستوفر روس من أجل التقدم إلى الأمام في اتجاه مفاوضات جوهرية. وبينما تشير التوقعات إلى أن مجلس الأمن سيمدّد لبعثة المينورسو لفترة جديدة، قد تصل سنة كاملة، على غرار ما تم في أبريل من السنة الماضية. كما قد يوافق على منح روس فترة معقولة لإجراء اجتماعات سرّية بين المغرب والبوليساريو تمهيدا للجولة الخامسة من المفاوضات التي توقفت منذ السنة الماضية عند الجولة الرابعة، دون أن تعرف أي اختراق يذكر. من جهة أخرى، حذر الخبير الدولي جون بيير فيليو أول أمس الأربعاء بواشنطن، من مشاريع شبكة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الرامية إلى استخدام منطقة الساحل الصحراوي كمكان مفضل لزرع رعب لا حدود له على حدّ قوله. وأوضح بيير فيليو أنه يتم اللجوء دائما إلى العمليات الانتحارية. وهناك دائما عزم على ضرب أهداف غربية، خصوصا الفرنسية منها على التراب الجزائري، واستخدام منطقة الساحل الصحراوي كمكان مفضل لزرع رعب لا حدود له. ويرى فيليو، الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية بباريس، أن تهديد تنظيم القاعدة ذي التوجه العالمي يظل جديا، مبرزا في هذا الصدد أن هذه المنظمة أظهرت غير ما مرة قدراتها على التكيف والتطور. وأبرز الباحث فيليو أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هو بالأساس تنظيم جزائري له امتدادات مهمة في موريتانيا والساحل. ** فيما يلي نص الرسالة الملكية: نص الرسالة الملكية إلى العلماء وجه أمير المؤمنين الملك محمد السادس رسالة سامية إلى أعضاء المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأولى للمجلس العلمي الأعلى لسنة .2009 وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية السيد أحمد التوفيق. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه. أصحاب الفضيلة السيدات والسادة أعضاء المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية؛ يطيب لنا، بمناسبة انعقاد الدورة العادية الأولى، للمجلس العلمي الأعلى للسنة الهجرية 1430, أن نجدد لكم التعبير عما نكنه لمجالسكم العلمية من بالغ الرعاية، وسابغ العطف، متطلعين إلى أن تحقق، بعون الله وتوفيقه، ما أنطناه بها من نهوض فعليومتواصل، بأمانة التوجيه والتوعية والإرشاد. ويأتي انعقاد هذه الدورة، بعد استكمال تنصيب المجالس العلمية المحلية، التي كنا قد قررنا تعميم إحداثها على صعيد جميع عمالات وأقاليم المملكة، حرصا من جلالتنا على تجسيد سياستنا الرشيدة، الرامية إلى اعتماد القرب من المواطنين، كآليةللإصغاء إلى همومهم، وحل مشاكلهم، ومعالجة قضاياهم الشرعية. وإذا كنا قد أعلنا عن حرصنا الدائم والمستمر، في أكثر من مناسبة، على تعزيز الأمن الروحي بمملكتنا، بتحصين عقيدتها، وصيانة وحدتها المذهبية، والذود عن ثوابتها وقيمها؛ فإننا ما زلنا نؤكد على ضرورة إدماج الخطاب الديني، في صلب المشروع المجتمعي الذي نعمل جادين على إنجازه، لتحقيق التنمية البشرية المنشودة، ورفع تحدياتها واستشراف المستقبل، في ثقة وعزم واطمئنان. وهذا ما يتطلب جعل الخطاب الديني الذي توجهونه، توعية وإرشادا، قائما على الاجتهاد المقاصدي المبني على جلب المصالح، ودرء المفاسد، ومراعاة متغيرات الواقع، في التزام بأصول الدين الإسلامي الحنيف، ووسطيته وسماحته واعتداله. حضرات السيدات والسادة ؛ لقد عملنا جاهدين، منذ تقلدنا الأمانة العظمى لإمارة المؤمنين، واعتلائنا عرش أسلافنا المنعمين، على الرقي بمستوى الخدمات الدينية. فتحققت بتوفيق من الله منجزات عظيمة، وأرسيت دعامات أساسية لتشييد الصرح المؤسسي الديني، وتوطيد أركانه، سواء في مجال بناء بيوت الله، أو العناية بأحوال القائمين عليها، أو توسيع مجال التوجيه والوعظ والإرشاد. ففي المجال الأول، فتحت أوراش كبرى بكافة ربوع المملكة، لرفع مآذن وبيوت يغشاها عباد الرحمان، وتغمرها السكينة، ويعطرها ذكر الله بالغدو والآصال.وفي هذا السياق، تم الشروع في تنفيذ برنامج استعجالي لبناء مساجد بالأحياء الهامشية بكبريات المدن المفتقرة إلى مساجد لائقة، محتوى ومظهرا. وإذ نثمن ما أنجز، فإننا نؤكد على مواصلة هذا البرنامج الهادف للقضاء على ظاهرة الأماكن غير الصالحة للعبادة. كما تم اعتماد معايير تعميرية جديدة، لضمان التوزيع الملائم والمنسجم للمساجد، مع حاجات السكان المتزايدة، نتيجة التوسع العمراني الذي تشهده بلادنا، وظهور مراكزحضرية جديدة. أما في المجال الثاني، فقد أمرنا، منذ سنة 2004, برصد الاعتمادات الضرورية للرفع من المكافآت الدنيا والمتوسطة لأئمة المساجد. كما قررنا تعزيز هذا المكسب، بتمتيعهم بالتغطية الصحية الأساسية والتكميلية، تقديرا من جلالتنا للجهود المبرورة، التي يبذلونها بصدق وتفان ونكران ذات، في القيام بالمهام الملقاة على عاتقهم. وفي نفس السياق، تم إحداث برنامج لتكوين مائتين من الأئمة والمرشدات كل سنة، تكوينا علميا وشرعيا متينا، يشمل كل ما يتعلق بالتأهيل الديني والاجتماعي والثقافي. وتنفيذا لتعليماتنا السامية بإحداث مؤسسة تحمل اسم جلالتنا الشريفة للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، سنضع قريبا طابعنا الشريف على الظهير الشريف المحدث لهذه المؤسسة، إيذانا بتفعيلها، والذي نحن عليه حريصون. وفي المجال الثالث، ونظرا للأدوار الرائدة والفعالة التي تنهض بها وسائل الاتصال الحديثة في تكوين عامة المواطنين، فقد بادرنا بإحداث إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم. مما كان له صدى طيب وإشعاع كبير. وقد عززناهما ببرنامج للوعظ والإرشاد والتكوين، عبر جهاز التلفاز بالمساجد، بالإضافة إلى تطوير موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على شبكة الإنترنيت، وفق آخر المستجدات في هذا الميدان.ونود التنويه بالجهود الدؤوبة، التي يبذلها خديمنا الأرضى، وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيدات والسادة العلماء، وأطر الوزارة، وشركاؤها، من أجل حسن تفعيل استراتيجيتنا المندمجة لإصلاح وتأهيل وتجديد الحقل الديني، في ظل إمارة المؤمنين، التي يجمع عليها المغاربة نظاما لهم، والإسلام السني المالكي، الذي ارتضوه دينا لهم. حضرات السيدات والسادة ؛ إن ما حققناه، بحمد الله وحسن توفيقه، من مكتسبات هامة في مجال تدبير الشأن الديني ببلادنا، ليعد مبعث اعتزاز. بيد أن طموحنا الكبير، وعزمنا الوطيد على تأهيله الشامل والموصول، ليستحثنا على بذل المزيد من الجهود لإحكام الخطط، وتحسين الأداء، وتحقيق أفضل النتائج. وفي هذا الصدد، وفي إطار العناية الخاصة التي ما فتئنا نوليها للشأن الديني، فقد قررنا، في خطابنا السامي أمام مجلسكم الموقر، بمدينة تطوان يوم 26 رمضان 1429 هـ الموافق لـ 27 شتنبر 2008م، تدشين مرحلة جديدة من الإصلاح الديني، بإطلاق خطة رائدة، أسميناها ميثاق العلماء. وإننا لنريده برنامجا نموذجيا للتوعية والتنوير، والرقي بالخطاب الديني إلى مستوى تطلعات الأجيال الحاضرة، لتعميق وعيها بقيم الإسلام، بعيدا عن الغلو والتطرف. وتقديرا منا للمؤسسة الموقرة للمجلس العلمي الأعلى، فقد أنطنا بها الإشراف عليه بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وإننا نشيد بجهود المجلس العلمي الأعلى، كما ننوه بتعاون وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية مع المجلس، من أجل وضع برنامج محكم وتدابير عملية دقيقة، لتنفيذ هذه الخطوة المباركة. ويسعدنا اليوم أن ندعو السادة العلماء والسيدات العالمات إلى الانطلاق في تنفيذ هذا البرنامج الطموح، بشقيه: تأهيل أئمة المساجد وإرشادهم إلى قواعد جامعة وموحدة، تتحقق بها الطمأنينة الروحية اللازمة، وتعزيز صيانة وظائف المسجد وحرمته، مع الارتقاء بمستوى الأئمة العلمي والعملي، حتى يضطلعوا برسالتهم على أحسن وجه؛ والانتشار كذلك في البوادي والمدن لتوعية عامة الناس وتوجيههم. حضرات السيدات والسادة ؛ إننا لعلى يقين، من أن تطبيق ميثاق العلماء، كما تم تحديده وبرمجته وتدقيق أهدافه، يعد رافعة أساسية، تنضاف إلى المشروعات الكبرى التي وضعناها لتحقيق التنمية الشاملة، التي لا تتأتى إلا بتعبئة كل الطاقات، وتسخير جميع الوسائل والإمكانات، ولاسيما منها تحفيز الوازع الديني على العمل البناء والتنافس، وإخلاص المقاصد والنوايا في خدمة الصالح العام. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. صدق الله العظيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.