مرت ستة أشهر على انطلاق برنامج تأهيل أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء، التي اشتغلت بحسب مصادر على خطين متوزايين؛ أولهما تأهيل أئمة المساجد وإرشادهم إلى قواعد جامعة وموحدة، وصيانة وظائف المساجد. ثم شق الارتقاء بمستوى الأئمة العلمي والعملي حتى يقوموا برسالتهم على أحسن وجه، وكذا الانتشار في البوادي والمدن لتوعية عامة الناس وتوجيههم. ووفقا للبطاقات الخاصة بلقاءات العلماء مع الأئمة في إطار برنامج تأهيل أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء التي أصدرها المجلس العلمي الاعلى وتتوفر التجديد على نسخة منها، فقد تلقى 42 إماما من مختلف مدن المغرب على مدى الأشهر الستة الماضية 12 حصة تكوينية توزعت على أربعة محاور، الإمام والثوابت الوطنية (العقيدة الأشعرية، لماذا اختارها المغاربة، اهمية وحدة العقيدة في حياة الأمة، المذهب المالكي، أصول وخصائص، ..) وفي محور الإمام، والخطابة والوعظ تلقى الأئمة دروسا حول (هيئة الإمام الخطيب، آداب واحكام القراءة في الصلاة، آداب وأحكام الذكر بعد الصلوات، ..)، وتضمن محور القرآن الكريم والتعليم (فضل القرآن الكريم ومقام حملته، واجبنا نحو القرآن ونحو حملته، آداب تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه، تلاوة القرآن الكريم وآثارها، قواعد تلاوة القرآن الكريم، وأخيرا الوظائف الاجتماعية للإمام (فضل الإمامة ومنزلة الإمام، شروط القائم بالإمامة ومواصفاته، صورة الإمام في المجتمع الوظيفة الشعائرية الإمامة في الصلوات.. ). وبالرغم من هذه المدة القصيرة على انطلاق البرنامج سجلت عدد من المصادر العاملة في الميدان تحسن أداء بعض الأئمة والخطباء، مشيرة إلا أن الحكم بنجاح البرنامج لن يتم إلا بعد أن يكون معظم الأئمة على الأقل قد تمكنوا من زاد علمي ومعرفي وقدرة على مواجهة مشاكل الناس وأسئلتهم واستفساراتهم. هذا وكشف البرنامج الذي بدأ الجزء الثاني منه خلال سنة 2010 عن ضعف كبير لدى فئة الأئمة وخطباء المساجد في المعرفة الدينية والعلوم الشرعية والقدرة على التواصل الإيجابي مع المجتمع وقضاياه المستجدة، إذ تقول المصادر إن هذا الضعف العلمي صعب مهمة العلماء المؤطرين في التكوين بالرغم من اعتمادهم أسلوبا مبسطا وسلسا، كما أن بعض الأئمة في بعض المناطق النائية والقرى لم يستفيدوا من البرنامج وتغيبوا عن حصص التكوين بسبب بعدهم عن مراكز التكوين. مصادر أخرى قالت للتجديد إنه بالنظر إلى القدرات المعرفية والعلمية لدى الفئة المستهدفة من البرنامج وتقدم أغلبهم في السن وانشغالهم بأمور أخرى، فإنهم يحرصون بالأساس على الحضور من أجل الحصول على المنحة وليس بهدف تحصيل الفائدة، فالفقر والحاجة التي تعيشها هذه الفئة تجعلهم يحرصون على الحضور من أجل الحصول على 150 درهما عن كل حصة، أي 300 درهم أو أكثر شهريا، وهي التعويض الذي خصصته الوزارة للأئمة، ويختلف حسب قرب الإمام أو بعده من مركز التكوين، وأكد المصدر نفسه أن البرنامج معمم على الجميع، ففي كل مجلس يتم تحديد مركزين أو ثلاثة أو أربعة، يتم فيها التكوين ويحضر إليه الأئمة المستهدفون من كل المساجد التابعة لنفوذ المجلس. هذا وتناهز التكلفة الإجمالية للبرنامج 145 مليون درهم في السنة؛ موزعة على 12 مليونا و730 ألف درهم تعويضات العلماء المؤطرين، و127 مليونا و320 ألف درهم تعويضات أئمة المساجد، ومليونين و900 ألف درهم تعويضات المشرفين، ثم مليونين و 750 ألف درهم لوازم التسيير والمعدات. ويهدف البرنامج إلى تأهيل أئمة المساجد بواسطة 1432 عالما و1432 مشرفا، ويستفيد منه 42 ألف إمام، وذلك في 1432 مسجدا ستكون مراكز للتأهيل، وسيستقبل كل مركز 40 إماما في المعدل، وذلك بغية الرفع من المستوى العلمي والعملي لأئمة المساجد، وتأهيلهم تأهيلا يمكنهم من الاضطلاع بمهمتهم ومن الإسهام في خطة الارتقاء بالمساجد، وكذا في إشاعة الأمن الروحي.