ستنطلق الأسبوع المقبل أولى اللقاءات لتطبيق خطة ميثاق العلماء من خلال برنامج تأهيل أئمة المساجد، والتي تجري تحت نظر المجلس العلمي الأعلى وبإشراف فعلي للمجالس العلمية المحلية، وتناهز تكلفة البرنامج الذي حصلت التجديد على نسخة منه 41 مليار سنتيم في السنة، قابلة للزيادة، ويستفيد منه 24 ألف إمام، وسيتم تخصيص تعويضات للعلماء المؤطرين والمشرفين وأئمة المساجد الذين سيحضرون عملية التأهيل والتي ستكون مرتين في الشهر. وبحسب مصادر مطلعة فإن تنزيل هذا البرنامج الموحد سيتم حسب الجهات، وسينطلق أولا في جهات (الرباطسلا زمور زعير، الدارالبيضاء الكبرى، والغرب) حيث ستعمل المجالس العلمية لهذه المناطق على التنسيق بينها لتطبيق البرنامج وذلك بعد أن كان أعضاؤها قد اجتمعوا في الرباط في وقت سابق وبلوروا تفاصيل المشروع، وستنطلق أولى لقاءات التأهيل والتكوين يوم 72 يونيو المقبل بالرباط، وسيكون اللقاء عبارة عن حصة تعارف وتواصل يتعرف فيها العالم المؤطر على الائمة المستفيدين ويشرح لهم مضمون التأهيل وأهدافه وبرنامجه الزمني. هذا وما يزال وزير الأوقاف يقوم بزيارات لعدد من الجهات الأخرى (الشمال، الشرق، مكناس تافيلالت، الجنوب) من أجل التنسيق بينها في إطار برنامج تأهيل الأئمة. وكشف مشروع تأهيل الأئمة على معطيات إحصائية تخص المستوى العلمي لأئمة المساجد، حيث إن 28 في المائة منهم لم يستفيدوا من التعليم العمومي و8‚16 في المائة درسوا المستوى الابتدائي و 0,9 في المائة بالمستوى الثانوي و 0,3 في المائة مستواهم جامعي.وبخصوص حفظ القرآن والمعرفة الشرعية فإن 39 في المائة من الأئمة حافظين للقرآن الكريم فقط، و33 بالمائة حافظين للقرآن الكريم مع بعض المتون و20 في المائة حافظين وعارفين ببعض القراءات مع بعض المتون في حين أن 4 في المائة حافظين للقرآن مع بعض القراءات. ويهدف البرنامج إلى تأهيل أئمة المساجد بواسطة 1432 عالما و 1432 مشرفا، ويستفيد منه 42 ألف إمام، وذلك في 1432 مسجدا ستكون مراكز للتأهيل، وسيستقبل كل مركز 40 إماما في المعدل، وذلك بغية الرفع من المستوى العلمي والعملي لأئمة المساجد وتأهيلهم تأهيلا يمكنهم من الاضطلاع بمهمتهم ومن الإسهام في خطة الارتقاء بالمساجد، وكذا الإسهام في إشاعة الأمن الروحي. ويرتكز برنامج التأهيل على عنصرين أساسيين، الأول يتعلق بالثوابت التي أجمعت عليها الأمة وأقامت على أساسها نظام حياتها في سياستها الدينية والدنيوية وهي مذهب أهل السنة والجماعة، والعقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتربية الباطنية وفقه السلوك وفقه الإمامة العظمى، كما يوضح البرنامج. والعنصر الثاني يتعلق بوظائف إمامة المسجد، وهي رسالة المسجد والوظيفة الدينية والتعليمية والإرشادية والاجتماعية. مشروع برنامج تأهيل أئمة المساجد يعتبر العالم المؤطر صلة وصل بين المجالس العلمية المحلية، وبين الأئمة، وبهذه الصفة فإنه بحسب نص المشروع يعتبر عنصرا أساسيا في نجاح المشروع، الأمر الذي يوجب عليه أن ينخرط في عملية التأطير فكرا ووجدانا وعملا، وأن يؤمن به إيمانا لا يعتريه أي تردد، وأن يحرص على استجماع كل شرائط النجاح من الاتقان للعمل، وإخلاص فيه ومواظبة. ودعت الوثيقة العلماء إلى مراعاة عدد من المقتضيات عند تأطير الأئمة؛ منها السير بسير ضعفائهم دون إضاعة الوقت لمن هم أكثر علما، وتجنب جميع أنواع الإحراج والإخجال، وكذا تعرف العالم على الأئمة تعرفا دقيقا بأسمائهم وأحوالهم ومداركهم، ثم إحداث الألفة والأنس معهم إلى درجة إشعارهم بمحبتهم، وإسدال ثوب الوقار على المجلس وتجنب كل إسفاف.