شهدت هذه السنة تفعيل عدد من البرامج والخطط المتعلقة بتأهيل الحقل الديني، والتي كان الملك محمد السادس قد أعلن عنها في خطابه الذي ألقاه في شتنبر من سنة ,2008 ومن أهم هذه البرامج ميثاق العلماء الذي انطلقت أولى حلقاته في يونيو المنصرم بتكلفة تناهز 145 مليون درهم، إلى جانب الرفع من عدد المجالس العلمية وتأسيس المجلس العلمي للمغاربة بأوربا. وفي نفس السياق سجل الملاحظون هذه السنة ارتفاع طلبات المغاربة على الحج هذه السنة بالمقارنة مع السنة الماضية على الرغم من الشائعات التي راجعت حول إلغاء الحج بسبب فيروس انفلونزا الخنازير، وعلى الرغم من ذلك تقدم 227 ألف مغربي بطلب لأداء الحج مقابل 173 ألف سنة ,2008 و117 ألف طلب سنة ,2007 ولم يتمكن سوى 35 ألف حاج من أداء هذه الشعائر. وفي السياق ذاته اتسمت هذه السنة بجملة من التحديات التي واجهت القيم المغربية وصدمت الرأي العام المغربي لما كان فيها من جرأة على المجتمع، ومن أهم هذه التحديات الحملة التي قادها عدد من الشواذ الذين يعيشون في الخارج على المغرب بهدف تعديل قانونه الذي يجرم الشذوذ الجنسي، فكانت زيارة رئيس كيف كيف لعدد من المؤسسات الديبلوماسية الإسبانية بالمغرب وعدد من هيئات المجتمع المدني، ويتجلى التحديان الآخران في التنصير والتشيع الذين تصدت لهما الدولة بإعمال المقاربة الأمنية، وتوقيف وحجز الكتب والمنشورت التي تنشر أفكار كل جهة. ثم ما سمي بحركة مالي وهم مجموعة من الشباب قرروا الإفطار في أحد أيام رمضان بشكل علني وعبأوا الصحافة الوطنية والأجنبية من أجل تغطية هذه المحاولة التي تصدت لها السلطة في مدينة المحمدية وأوقفت بعضهم. سنة ميثاق العلماء انطلق هذه السنة برنامج تأهيل أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء الذي أعلن الملك محمد السادس في خطاب ألقاه في 27 شتنبر 2008 بتطوان عن تدشين مرحلة جديدة من الإصلاح الديني بإطلاق برنامج تأهيل أئمة المساجد ضمن خطة ميثاق العلماء، وذلك وفق برنامج محدد يشرف عليه المجلس العلمي الأعلى بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. هذا البرنامج الذي انطلقت أولى حلقاته في يونيو المنصرم، إجباري لجميع الأئمة، كما أنه برنامج دائم ولقاء تواصلي مستمر، وتناهز التكلفة الإجمالية للبرنامج 145 مليون درهم في السنة موزعة على 12 مليونا و730 ألف درهم تعويضات العلماء المؤطرين، و127 مليونا و320 ألف درهم تعويضات أئمة المساجد، ومليونين و900 ألف درهم تعويضات المشرفين، ثم مليونين و 750 ألف درهم لوازم التسيير والمعدات. ويهدف البرنامج إلى تأهيل أئمة المساجد بواسطة 1432 عالما و1432 مشرفا، ويستفيد منه 42 ألف إمام، وذلك في 1432 مسجدا ستكون مراكز للتأهيل، وسيستقبل كل مركز 40 إماما في المعدل، وذلك بغية الرفع من المستوى العلمي والعملي لأئمة المساجد، وتأهيلهم تأهيلا يمكنهم من الاضطلاع بمهمتهم ومن الإسهام في خطة الارتقاء بالمساجد، وكذا في إشاعة الأمن الروحي. ويرتكز برنامج التأهيل على عنصرين أساسيين، الأول يتعلق بالثوابت التي أجمعت عليها الأمة وأقامت على أساسها نظام حياتها في سياستها الدينية والدنيوية وهي مذهب أهل السنة والجماعة، والعقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتربية الباطنية وفقه السلوك وفقه الإمامة العظمى، كما يوضح البرنامج، والعنصر الثاني يتعلق بوظائف إمامة المسجد وهي رسالة المسجد والوظيفة الدينية والتعليمية والإرشادية والاجتماعية. كما شهدت هذه السنة انطلاق عمل المجالس العلمية الجديدة في عدد من العمالات والأقاليم، وذلك بعد أن تم الإعلان سنة 2008 عن الرفع من عددها ليصبح 70 مجلسا، كما صدر الظهير المنظم لعمل المجلس العلمي لمغاربة أوربا وعقد عددا من اللقاءات التأسيسية، وبالموازاة مع إحداث عمالات وأقاليم جديدة فالمجلس العلمي الأعلى تدارس هذه السنة أسماء وأعضاء المجالس العلمية التي سيتم إحداثها ومقرات اشتغالها. طلبات الحج تتصاعد موسم الحج لهذا العام كان مختلفا بسبب ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير، فقبل الموسم بأشهر انطلقت التحذيرات من خبراء أعربوا خلال مؤتمر طبي عقد بهلسنكي عن خشيتهم من تعرقل جهود مكافحة أنفلونزا الخنازير في حال استمرار الفيروس في الانتشار خلال موسم الحج. هذه التحذيرات لم تؤثر على عزيمة المغاربة الراغبين في أداء هذا الركن المقدس، وقد ظهر ذلك بوضوح في طلبات الحج، إذ تقدم 227 ألف مغربي بطلب لأداء الحج مقابل 173 ألف سنة ,2008 و117 ألف طلب سنة .2007 على الرغم من أن حصة المغرب المحددة من الحجاج في سنة 2007 و2008 لم تعرف أي تغير (تتعدى 32 ألفا) إلا أنها هذه السنة (2009) بلغت 35 ألف حاج، وذلك بعد أن منحت المملكة السعودية في آخر لحظة للمغرب ثلاثة آلاف مقعد إضافي. هذا وتم تلقيح الحجاج المغاربة جميعهم باللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير في مختلف المطارات المغربية، كما تم إرسال حصة من اللقاح الى المملكة السعودية لتلقيح الحجاج المغاربة الذي كانوا قد سافروا دون تلقيح. أنشطة تنظم لأول مرة وشهدت هذه السنة احتضان المغرب لأول مرة منتدى قضايا الوقف الفقهية في نسخته الرابعة تحت شعار قضايا مستجدة.. تأصيل شرعي، هذا وعقدت هذه السنة في شهر يوليوز أشغال اللقاء الوطني الأول للعالمات والواعظات والمرشدات، وصادق اللقاء، الذي شاركت فيه حوالي 600 عالمة ومؤطرة دينية، على خطة تحمل عنوان من أين نبدأ بعد الرجوع إلى الميدان وتتضمن جملة من الخطوات العملية التي يمكن لكل مجموعة من العالمات والواعظات والمرشدات، في إطار دائرة عمل كل مجلس علمي محلي القيام بها، وترمي الخطة بحسب نصها إلى تعميق فهم التزام المؤطرة بالثوابت؛ والعمل على بلوغ تغطية دنيا لحاجيات التأطير النسوي على أساس معايير محددة؛ وكذا وضع خطة للتنسيق بين الفعاليات المتدخلة في التأطير الديني للنساء، العالمات، الواعظات، المرشدات؛ كما تهدف الخطة إلى ترقية مادة التأطير بإيجاد أدوات علمية معدة على حسب الاحتياج؛ والانفتاح على معارف إنسانية جديدة؛ إضافة إلى العمل على مراعاة الأولويات من باب أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ومن باب تقريب الدين على أساس مقاصده. علماء لمجابهة السيدا أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء في شهر دجنبر أعمال مركز الدراسات القرآنية، وسيعمل المركز على إنماء الاهتمام البحثي بالدراسات القرآنية المنهجية، وتشجيع الدراسات العلمية التي تعنى بالمفاهيم والمصطلحات القرآنية، إلى جانب التعاون مع الجامعات العالمية خاصة أقسام الدراسات الإسلامية ومراكز البحوث العلمية. من جهتها أعلنت الرابطة المحمدية للعلماء عن نتائج دراسة أنجزتها حول مجموعات التركيز التي نظمتها حول مشروع إدراج الصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي والتعفنات المنقولة جنسيا و السيدا في الخطاب الديني. وتناولت الدراسة التي همت 40 عالما وعالمة من ثلاث جهات (مراكش تانسيفت الحوز، طنجة تطوان، فاس بولمان) معلومات ومفاهيم ومواقف وتمثلات عينة العلماء حول مواضيع الصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي والتعفنات المنقولة جنسيا وداء فقدان المناعة المكتسب (السيدا). المجلس العلمي: بلاغات سياسية وسع المجلس العلمي الأعلى لائحة أعضائه بإضافة متخصصين في ميادين علمية متنوعة، من بينهم السيدات رجاء مكاوي الأستاذة بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس والسعدية بلمير مستشارة وزير العدل وعضو المجلس الدستوري، إضافة إلى الدكاترة محمد الروكي وفريد الأنصاري رئيس المجلس العلمي المحلي لمكناس سابقا، والدكتور أحمد رمزي وهو طبيب جراح، وكان وزير الصحة، إضافة الى الدكتور الحسين آيت سعيد استاذ جامعي تخصص الفقه وأصول الدين. وقد أصدر المجلس العلمي الأعلى هذه السنة عددا من البيانات تصب في مجملها في قضايا سياسية، كان آخرها البلاغ الذي صدر الشهر الماضي، والذي عبر فيه عن استنكاره ما أعلن عنه في سويسرا من منع بناء الصوامع في المساجد. وقبلها وجه المجلس العلمي الأعلى نداء إلى الأشقاء في الجزائر وعلى رأسهم العلماء وكل القوى الحية الشريفة يدعوهم فيها الى استحضار مقتضيات الأخوة والجوار الشرعي وما يستلزمه ذلك من احترام لحقوق الجوار. وحث المجلس العلمي على تفادي التوتر احترازا من الوقوع في ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل من يا رسول الله، قال من لا يأمن جاره بوائقه. وتساءل المجلس العلمي الأعلى في ندائه وهل في البوائق أعظم من مساندة حركة الانفصال التي لا تستند إلى مبرر شرعي أو تاريخي يدعمها، ولا إلى مصادر الجغرافيا البشرية المحلية. ودعا المجلس العلمي الأعلى القائمين على مراكز الاحتجاز في تندوف الذين وصفهم بالمتسلطين على أجساد المأسورين، المتحكمين في حرياتهم (دعاهم) إلى التوبة مما يقترفون من جرائم وآثام في حق إخوانهم بغية تشكيل تجمعات استجداء المنظمات الحقوقية واستعطافها. وفي سياق ما تداولته عدد من وسائل الإعلام حول إمكانية إلغاء موسم الحج لهذا العام تفاديا للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، أكد المجلس في بلاغ له أنه لا يجوز في الوقت الراهن أن تؤدي الإشاعات حول فيروس إي اتش 1 إن 1 إلى إفساد نية من يريد أداء العمرة أو يعتزم الذهاب إلى الحج هذه السنة. وحث المجلس العلمي الأعلى كل من آنس من نفسه الاستطاعة الشرعية للعمرة أو الحج أن يبقى على نيته. 42 ألف 42 ألف إمام يستفيدون من برنامج ميثاق العلماء الذي انطلق في يونيو المنصرم، وتناهز التكلفة الإجمالية للبرنامج 145 مليون درهم في السنة، ويهدف البرنامج إلى تأهيل أئمة المساجد بواسطة 1432 عالما و1432 مشرفا، وذلك في 1432 مسجدا ستكون مراكز للتأهيل وسيستقبل كل مركز 40 إماما في المعدل، وذلك بغية الرفع من المستوى العلمي والعملي لأئمة المساجد وتأهيلهم تأهيلا يمكنهم من الاضطلاع بمهمتهم ومن المساهمة في خطة الارتقاء بالمساجد، وكذا المساهمة في إشاعة الأمن الروحي. 227 ألف تقدم 227 ألف مغربي بطلب لأداء الحج سنة 2009 مقابل 173 ألفا سنة ,2008 و117 ألف طلب سنة .2007 وبعد القرعة تمكن 35 ألف مغربي من أداء هذا الركن الاعظم بعد أن منحت المملكة السعودية في آخر لحظة للمغرب ثلاثة آلاف مقعد إضافي.