شدد عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل، على أهمية المنحة التي توصل بها المركز من الحكومة الإسبانية لإجراء بحث معمق على المقابر الجماعية للمغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية، وقال في تصريح ل التجديد، إن قيمة وأهمية المنحة التي بلغت 56 ألف و700 أورو، سياسية، بالنظر إلى كونها اعتراف إسباني صريح بالمشكل القائم بينها والمغرب، منذ سنوات، حول مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية. وأضاف أن المنحة تؤكد أن الإسبان مستعدون لفتح ملف المغاربة المشاركين في الحرب الأهلية الإسبانية لأول مرة، وهو ما ستكون له تبعات سياسية وحقوقية على الحكومة الإسبانية. من جهته، اعتبر مصطفى المرون، أستاذ أكاديمي متخصص في الحرب الأهلية الإسبانية، أن المنحة تعد اعترافا معنويا وضمنيا، بمشاركة المغاربة في الحرب. واعتبر المرون صاحب كتاب عن فرق الجيش المغربي المشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية، في اتصال مع التجديد، أن اشتغال مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل على ملف المغاربة ضحايا الحرب، هو محاولة للنبش في التاريخ، من أجل إعادة صياغته وتشكيل ذاكرة تاريخية صحيحة. وقال إن المغاربة كان لهم دور كبير في قيام الملكية في إسبانيا، لكن مع الأسف يراد للذاكرة أن تشوه. وأشار المركز إلى تأسيسه للجنة علمية تضم عددا من الأكاديميين والسياسيين والحقوقيين.. خلال اللقاء التشاوري الذي عقده بمقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، بهدف التفكير في آفاق اشتغال المركز على ملف المغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية. وتعتبر اللجنة العلمية، من المؤسسات الأساسية للمركز - حسب ما أكده عبد السلام بوطيب ل التجديد - إذ تعد بمثابة العقل المدبر له، ويستند المكتب على أبحاثها في اتخاذ قراراته. كما أعلن المركز في ذات اللقاء، عن تفاصيل الشراكة مع الشركة الإسبانية التي تشتغل في مجال البحث الباطني، وأكد بوطيب ل التجديد في هذا الصدد، بأن الشركة هي صاحبة الاقتراح بالاشتغال مع المركز، وهو الأمر الذي يبرهن - حسب ما قال - على استعداد الجكومة الإسبانية للتفاعل مع هذا الموضوع، بعد رفض طال لسنوات طويلة. وشدد على أن المركز سياسي وأكاديمي يهدف من وراء بحثه في ملف المغاربة ضحايا الحرب الأهلية الإسبانية إلى خلق أجواء إيجابية بين المغرب وإسبانيا.