تنافست تيارات ثلاثة للفوز بتمثيلية مسلمي فرنسا في انتخابات تجديد المجلس الفرنسي للدين الإسلامي يوم أمس الأحد، وهي الانتخابات التي أجلت مرتين بسبب أزمة داخلية بين التيارات الممثلة في المجلس، سببها على الخصوص تدخل الحكومة الفرنسية في الشؤون الداخلية للمجلس. وكانت هذه الخلافات قد دفعت فؤاد العلوي، الرجل الثاني في منظمة اتحاد الجمعيات الإسلامية بفرنسا قد قدم استقالته يوم الثالث ماي .2005 وقد جرت أول انتخابات للمجلس في أبريل 2003 على عهد مسؤولية نيكولا ساركوزي في وزارة الداخلية، حيث كان هو نفسه وراء نجاح تأسيس المجلس. وشارك في انتخابات يوم الأحد الأخير حوالي 1300 مسجد و5200 مندوب، ذلك أن أعضاء المجلس الفرنسي للدين الإسلامي ينتخبون من لدن المساجد وقاعات الصلاة. وقد حصلت الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا على الصف الأول في انتخابات 2003 بنسبة 34 بالمائة، وينتظر أن تحافظ على مكانتها أو تعززها، وهذا على الرغم من تغيير القيادة وإبعاد محمد بشاري منها بسبب خلافات داخلية. أما اتحاد المنظمات الإسلامية، الذي يرأسه المغربي الحاج التهامي ابريز وينوب عنه مغربي آخر هو فؤاد العلوي، يوصف بأنه مقرب من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لكن الاتحاد دفع عن نفسه دائما هذا الادعاء، وقال أكثر من مرة إنه منظمة مستقلة، وإنه معجب بالمغرب وتجربته في استيعاب الإسلاميين. وكانت هذه المنظمة قد حصلت على 27 بالمائة من الأصوات في انتخابات ,2003 وحسب بعض المراقبين فإنها يمكن أن تخسر مقعدين أو ثلاثا، خاصة في الألزاس وبورغون وباكا. لكن قد يحصل العكس تماما وتحصد هذه المنظمة مزيدا من الأصوات في هذه المرة. التيار الثالث هو التيار الجزائري، ويمثله مسجد باريس برئاسة دليل بوبكر، وكان قد حصل في الانتخابات السابقة على 21 بالمائة من الأصوات. يذكر أن سنة 2004 شهدت اعتناق عدد كبير من الفرنسيين الدين الإسلامي وصلوا إلى 50 ألف شخص، بحسب إحصاء وزارة الداخلية الفرنسية، كما بلغت القراءات حول الإسلام بشهادة أصحاب المكتبات الفرنسية أرقاما قياسية هذا العام وحظيت البرامج التلفزيونية التي خصصت عن الإسلام والأقلية المسلمة باهتمام بالغ من الفرنسيين، وحققت نسبة مشاهدة عالية. ويشار إلى أن الوزير نيكولا ساركوزي، الذي كان وراء ظهور المجلس إلى الوجود يوجد اليوم على رأس وزارة الداخلية في الحكومة الجديدة التي يرأسها غريمه دوفيليبان، المولود في المغرب، وأن مسلمي فرنسا قاموا بدور رائد وحاسم في إطلاق الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو، وجورج مالبرونو المختطفين في العراق عام .2004 حسن السرات