أقر وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس، الأحد الماضي، بأن الهجوم الذي تشنه القوات الدولية على متمردي طالبان في أفغانستان صعب ويترافق مع خسائر كبيرة في الأرواح، لكنه رغم كل شيء يحرز تقدما. وقال في مقابلة مع تلفزيون فوكس نيوز إنها عملية صعبة ونتكبد خسائر كبيرة كما كنا نتوقع. لكنه أضاف المهم أننا نحرز تقدما، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا ... وهذا بالطبع يثير قلقنا. وسئل عن تصريحات أدلى بها الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الأعلى الأمريكي لقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان مؤخرا وقال فيها إن العمليات تتقدم ببطء أكبر بسبب الصعوبات على الأرض، فقال غيتس أعتقد أن الوضع يوصف بسلبية مبالغ بها. وتابع أعتقد أيضا أنه في رسالته إلى وزراء الحلف الاطلسي في العاشر من يونيو قال ماكريستال إنه واثق من قدرته على أن يثبت بحلول دجنبر أنه لا يطبق الاستراتيجية المناسبة فحسب بل أيضا أننا نحرز تقدما. وأوضح أن هذه الاستراتيجية تطبق منذ أربعة أو خمسة أشهر فقط بمشاركة قسم من التعزيزات فقط، مذكرا بأن الرئيس قال إننا سننتظر حتى دجنبر قبل تقييم النتائج. وأضاف أعتقد أن هناك تسرعا في إصدار الأحكام حول الوضع وبصراحة، أننا ننسى أننا في منتصف الطريق فقط لتطبيق جميع عناصر الاستراتيجية. وقال أيضا إن الجيش الأفغاني يفترض أن يكون بالتأكيد مستعدا لتولي مسؤوليات أساسية على الصعيد الأمني في بعض المناطق الأفغانية بحلول سنة اعتبارا من يوليوز 2011 التاريخ المقرر لبدء انسحاب القوات الاميركية من هذا البلد. لكن غيتس نفى تلميحات بأن القوات الأمريكية ستغادر أفغانستان بأعداد كبيرة في ذلك التاريخ، وقال لشبكة فوكس نيوز إن هذا لم يتقرر إطلاقا. وكان نائب الرئيس جو بايدن المتحفظ سابقا على استراتيجية تعزيز القوات في أفغانستان قال، بحسب ما ورد في كتاب لجوناثان آلتر صدر مؤخرا، سوف تشهدون في يوليوز 2011 خروج عدد كبير من العناصر من أفغانستان، أؤكد لكم ذلك. وامتنع كبير موظفي البيت الابيض رام ايمانويل عن نفي كلام بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة ايه بي سي، لكنه لفت مثل غيتس إلى أن حجم الانسحاب سيتوقف على الظروف الامنية. وقال الكل يعرف أن هناك تاريخا ثابتا. وهذا التاريخ الثابت هو تاريخ يتعلق بالتعزيزات، بالعناصر ال30 ألفا الإضافية. وتابع أن ما سيتم تحديده بهذا التاريخ سيكون مستوى تخفيض القوات ومداه. وكان قائد القوات الأمريكية في العراق وافغانستان الجنرال ديفيد بترايوس شدد الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ على أنه لن يكون من الممكن الانسحاب من افغانستان إلا اذا كانت الظروف الامنية مرضية وفي حال كانت الحكومة الافغانية على استعداد لتولي المسؤوليات عن القوات الامريكية. وقال من المهم أن نرى تاريخ يوليوز 2011 على ما هو: تاريخ بدء عملية تحيط بها شروط. وأوضح غيتس معلقا على الكلام المنسوب إلى بايدن أن الوتيرة التي سيجري بها هذا الانسحاب وحجمه سيتمان وفق شروط يحددها الجنرال ماكريستال وكبار المسؤولين المدنيين في الحلف الاطلسي.. والحكومة الأفغانية. كما أقر باستمرار مشكلة الفساد في صفوف القوات المسلحة الافغانية، إذ رد إيجابا على صحافي سأله عن صحة أنباء أفادت بأن بعض الضباط يسرقون أجور المجندين. غير أن أعضاء في الكونغرس من الديموقراطيين والجمهوريين عبروا عن مخاوف متزايدة بشأن الوضع في افغانستان. وقالت ديان فينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الاحد الماضي، إن حركة طالبان تسيطر أو تنشط في 40% من الاراضي الافغانية. وحذرت من أنه إذا فقدنا أفغانستان، فستكون باكستان التالية. وهذا ما ينذر بالشر لأن باكستان قوة نووية. كما قال ريتشارد لوغار السناتور الجمهوري النافذ إن التخلي عن افغانستان ليس الحل. وقال أعتقد أنه سيتحتم على الرئس إعادة تحديد الخطة، وسيترتب عليه اتخاذ قرار عندما يحين الوقت.