منذ الأيام الأولى لتسيير إحدى الجماعات القروية التابعة لدائرة تيزنيت سعى العديد من المتدخلين، ومنهم بعض المنتخبين، إلى عدم إظهار حقيقة المستوى الدراسي لرئيس الجماعة إلى أن جاءت التحقيقات بعد مرور أكثر من سنة ونصف عن فضيحة رئاسة المجلس، كما يسميها سكان الجماعة. وطبقا للفصول 360 264 129 من القانون الجنائي، وفي إطا ر الاتهام بارتكاب جنحة تزوير وثيقة إدارية، توبع كل من رئيس جماعة قروية بإقليم تيزنيت (أ ب) إلى جانب موظف بجماعة أكلو (م س)، والذي توبع بجنحة إهانة الضابطة القضائية عن طريق تقديم أدلة زائفة وتصريحات كاذبة وحارس عام (م م) لإحدى المؤسسات التعليمية الحرة بأكادير، التي سلمت الشهادة المدرسية، وهو متهم بجنحة تزوير وثيقة إدارية. وقد صرح المتهم الأول (رئيس الجماعة) ببطلان ما نسب إليه وقال إنه تقدم بملف ترشيحه لرئاسة المجلس القروي لتلك الجماعة في شتنبر 2003 لرئيس دائرة تيزنيت ولم يدل بأية شهادة مدرسية في ملفه، إلا أن دليل رؤساء الجماعات المحلية الصادر عن المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية يشير في الصفحة 136 إلى أن المستوى الدراسي للرئيس المذكور هو الابتدائي. وتساءل المتتبعون للملف على ماذا اعتمدت المديرية العامة للجماعات المحلية في إثبات المستوى الدراسي لرئيس الجماعة المذكور إن كان لم يدل بشهادة مدرسية. أما المتهم الثاني، الموظف (م س)، فقد نفى ما نسب إليه، وكانت تصريحاته متناقضة، حيث صرح للدرك الملكي بأن الشهادة المدرسية موضوع البحث لم تكن ضمن وثائق ملف ترشيح المسمى (أ ب) عند تسلم الملف بتاريخ 22 شتنبر ,2003 إلا أنه أردف قائلا إنه سبق أن أنجز إشهادا لفائدة المشتكي (ط ع) يتضمن كون الشهادة المدرسية موجودة بملف الترشيح الخاص بالشخص المذكور أثناء تقديمه لهذا الملف؟ في الوقت الذي أقر فيه المتهم الثالث في القضية (م م) بصفته حارسا عاما لمؤسسة تعليمية خاصة ببنسركاو بنيابة وزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان، أنه قام بإنجاز شهادة مدرسية باسم الرئيس المسمى (أ ب)، مضيفا أنه يعلم علم اليقين أن البيانات التي ضمنها بالشهادة المدرسية غير صحيحة، بحكم أن صاحب الشهادة لم يسبق له أن تابع دراسته بهذه المؤسسة التعليمية، مضيفا أنه أنجز الشهادة المذكورة مقابل مبلغ مالي (1000درهم) وسلمها لشخص آخر غير المعني بها. وبعد هذه التصرحات، تقرر مواصلة تعميق التحقيق مع المتهمين يوم 24 يونيو ,2005 ولا يستبعد أن يظهر التحقيق بعضا من الرؤوس الكبار، سواء في صفوف السلطة، وكذا في صفوف المنتخبين. المراسل