سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رضوان شقور، رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول المخدرات بالرباط ل"التجديد": 8 بالمائة من تلاميذ ثانويات جهة الرباط سلا زعير زمور يتعاطون التدخين والمخدرات
نتناول مع الأستاذ رضوان شقور، رئيس مركز الدراسات والأبحاث حول المخدرات بالرباط، نتائج دراسة أنجزها المركز حول انتشار المخدرات في صفوف تلاميذ جهة الرباطسلا زمور زعير. كما نناقش معه الأسباب التي تقف وراء تناول التلاميذ للمخدرات والسبل والحلول التي يراها كفيلة بمواجهة الظاهرة: ما مدى انتشار ظاهرة تعاطي تلاميذ الثانويات للمخدرات؟ إن النسب التي نتوفر عليها نسب عادية سبق نشرها في الصحافة، إذ يتعاطى التدخين والمخدرات تقريباً 8 بالمائة في أوساط تلاميذ ثانويات جهة الرباطسلا زعير زمور، وهي ثانويات بعضها يوجد في أحياء راقية والأخرى في أحياء مهمشة. كما أن عدد التلاميذ الذين شملتهم حملات التوعية التي قام بها المركز في العديد من الثانويات والإعداديات في مدن الرباطوسلا وتمارة بلغ 70 ألف تلميذ وتلميذة بفضل اتفاقية مشتركة بين المركز ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. ثمة دراسات حول هذه الظاهرة تخص هذه المدينة أو تلك، فلماذا لا تكون هناك دراسة وإحصائيات تهم المغرب ككل؟ لأن بعض المدن معرضة أكثر لهذه الظاهرة كطنجة وتطوان والناظور، وقد اتفقنا مع وزارة التربية الوطنية للانكباب على دراسة الظاهرة في هذه المدن، إلا أننا لم نتوصل إلى تفاهم في ما يخص تحمل نفقات الدراسة، لأننا داخل المركز مجرد أساتذة باحثين مهتمين بموضوع المخدرات استهلاكاً وإنتاجاً. ما الذي يدفع التلميذ إلى السقوط في آفة تناول المخدرات؟ وما هي تداعياتها على حياته المدرسية والاجتماعية؟ إن طبيعة الوسط العائلي عنصر حاسم في ما يخص أسباب التعاطي للمخدرات، فعندما تكون العائلة مفككة ويكثر فيها التنازع وعدم الاحترام، فإن أول طرف يتضرر مباشرة هم الأولاد، فكل الدراسات المنجزة داخل وخارج المغرب تفيد أن هذا الوضع يؤدي إلى تهميش الطفل، مما يؤثر سلباً على شخصيته ونفسيته ويجعله متعنتاً وباحثاً عن الخروج عن العادي بالتدخين والمخدرات والشذوذ. هل تتفقون مع ما ذهبت إليه خلاصات تقرير المندوبية السامية للتخطيط حول الشباب من أن أسباب تناول المخدرات لدى تلاميذ الثانويات هي بالدرجة الأولى البحث عن النشوة ثم الرغبة في نسيان المشاكل ثم الفضول ثم تقليد الآخرين؟ بالفعل هذه الأسباب وجدناها نحن أيضاً خلال بحثنا على صعيد جهة الرباط، فالبحث عن اللذة يأتي في المرتبة الأولى، إذ عندما يفتقد التلميذ المتعة داخل البيت بفعل المشاكل العائلية يهرب بحثاً عنها في الخارج، كما أننا قلنا وشددنا على أن السجائر تباع بكثرة أمام المدارس، وهو أمر خطير، لأن التلميذ يقبل عليها أول مرة على سبيل التجريب والفضول، ليصبح بعدها زبونا وفيا ودائما لباعة السجائر... وإن من الآثار الوخيمة لتعاطي المخدرات إحداث شرخ في الشخص والأسرة والمجتمع، لأن المتعاطي لها يعيش في عالم آخر غير العالم الواقعي، وبالتالي تقلق عليه أسرته بكاملها لأن عضواً منها أصبح قاب قوسين من الانهيار، ويصبح عالم الإجرام مشرعاً على مصراعيه أمامه، فالعديد من نزلاء السجون ومراكز تهذيب الأحداث كانوا ضحية المخدرات التي اقتنوها بثمن باهض، واضطروا إلى السرقة والاعتداء للحصول على النقود لاقتناء المزيد منها. يمكن في نظرك مواجهة هذه الظاهرة؟ لا توجد خطة جاهزة للمواجهة، لأن هذا شأن المجتمع برمته، وعلى رأسهم المسؤولون والسياسيون، وكنت أطالب دائماً على الأقل بحماية المدارس من آفة المخدرات، كما ينبغي أن يتحمل الآباء مسؤوليتهم عوض البقاء في موقف المتفرج... (مقاطعاً) لكن بعض الدول كمصر أعلنت عن استراتيجية لحماية النشء وضمنهم التلاميذ من المخدرات، في حين لا نحس بوجود إرادة وحوار في بلادنا للتوصل إلى خطة عمل للوقاية من هذه الآفة؟ المغرب كان دائماً يخفي واقع المخدرات، مع أننا معروفون ومتهمون عالمياً بهذه الآفة، وقد بلغت المساحة المزورعة بها حالياً 341 ألف هكتار، حسب الإحصائيات الرسمية، ثم إنه بصرف النظر عن المخدرات المعروفة، فإن هناك مخدرات أكثر ضرراً على صحة الإنسان من الحشيش (القنب الهندي) حسب آخر الدراسات العلمية كالمخدر المشروع الذي هو السجائر.