أظهرت دراسة قام بها مركز الدراسات الديمغرافية في 2004 أن 10 بالمائة من تلاميذ الثانويات في المناطق شبه الحضرية في مراكش يتناولون المخدرات على الأقل مرة في حياتهم (17٫5 بالمائة لدى الفتيان و1٫9 بالمائة لدى الفتيات). هذا المعدل مرتفع لدى الشباب البيضاوي بواقع 11٫5 بالمائة مع تفاوت كبير بين الجنسين: 22٫3 بالمائة لدى الفتيان و1٫9 بالمائة لدى الفتيات. وترجع دوافع الإقدام على تناول المخدرات إلى حب المعرفة والفضول، ولا يصبح الأمر خطيراً إذا تعلق بمحاولة اختبار فقط، وقد دلت الدراسة المذكورة بمراكش أن 5٫3 بالمائة من التلاميذ و1٫8 بالمائة من التلميذات تناولوا المخدرات مرة واحدة، و4٫3 بالمائة في البيضاء كمعدل (10٫1 بالمائة فتيان و0٫9 بالمائة فتيات). إلا أن الأمر يتعدى مرحلة الفضول وحب التعرف إذا فاقت مرات التناول ثلاث مرات، وتصبح معه الوضعية مقلقة، وحسب خلاصات الدراسة، فإن نسبة هذه الظاهرة بلغت 5 بالمائة في الوسطين المذكورين (البيضاءومراكش): 10 بالمائة لدى الذكور و1 بالمائة لدى الإناث، والملاحظ أن تعاطي المخدرات يبدأ عند سن مبكر وتزداد وتيرته ابتداء من 18 سنة فما فوق. إن استهلاك المخدرات لدى تلاميذ الثانويات مرتبط بظروف سوسيو اقتصادية، وقد رصدت الدراسة التي قام بها المركز في 2004 مجموعة من العوامل المتعلقة بالظاهرة، وعلى رأسها التدخين ونوعية التعامل مع الآباء، وإذا ما كان هؤلاء يدخنون أم لا، وكذا إذا تعرض المدمن في أول الأمر إلى عرض لتناول المخدر. وسبق الدراسة بحث اجتماعي طبي تم في 1994 بطنجة حول استهلاك المخدرات لدى شباب المدارس بالمدينة ذاتها، وقد خلص البحث إلى عوامل صنف بعضها في إطار العوامل الشخصية وأخرى في إطار عوامل اجتماعية وثقافية. في ما يخص الأولى قال صاحب الدراسة، إن الشاب قد يتعاطى المخدرات لأسباب ذاتية عميقة كالإحساس بالوحدة أو الشعور بأنه مهمل، سواء كان الأمر حقيقياً أو يعتقده في ذهنه. وبخصوص العوامل الأخرى، فإن البحث عن اللذة على رأسها (33٫7 ثم الرغبة في نسيان المشاكل (30٫1بالمائة) ثم الفضول(22٫9 بالمائة) ثم تقليد الآخرين (12٫5 بالمائة)، و0٫8 بالمائة لأسباب أخرى. وفي ما يخص مصدر التزود بالمخدرات، أظهر البحث نفسه أن الأصدقاء يشكلون المصدر الرئيس لذلك بنسبة 55٫13بالمائة ثم الباعة بالتقسيط (25٫32 بالمائة) ثم تجار المخدرات ب17٫42بالمائة. وللتغلب على الآفة ومضارها، سئل التلاميذ عن سبل مواجهتها، فقال 30٫3 بالمائة بتطبيق العقوبات وشدد 20٫4بالمائة على دور الأسرة بوصفها خلية مركزية وحضنا، فيما ركز 19٫7 بالمائة على ضرورة القضاء على البطالة (عوامل اقتصادية)، ودعا 10٫9 بالمائة إلى التوسل بحملات تحسيس بخطورة المخدرات على الصحة باستعمال وسائل الإعلام الجماهيرية كالإذاعة والتلفزة والصحف...