رسم التقرير الوطني حول أهداف الألفية من أجل التنمية الذي عرضته المندوبية السامية للتخطيط بداية هذا الأسبوع صورة سلبية عن وضعية صحة الأطفال المغاربة دون الخامسة، حيث كشف التقرير أن هناك ارتفاعا في نسبة وفيات الأطفال والتي تبلغ 47 في المائة حسب إحصائيات 2004، وهذا يعني أن حوالي طفل من بين اثنين يتوفى قبل أن يكمل خمس سنوات. ويظهر التحليل حسب المراحل العمرية -يضيف التقرير- أن انخفاض معدل الوفيات يهم بالخصوص الفئة ما بين سنة و5 سنوات، فيما لم تتطور نسبة الانخفاض إلا قليلا في فترتي الولادة (أقل من شهر) وما بعدها (ما بين شهر و12 شهرا). ويتابع التقرير أن الوسط يعتبر من بين أهم العوامل المؤثرة على التفاوتات في معدل الوفيات بين الأطفال دون 5 سنوات، مهما كانت الفئة العمرية وكيفما كان جنس الطفل، ويزيد في حدة هذه التفاوتات المستوى التعليمي للأم ومستوى الفقر. وأشار التقرير إلى أن ثلث حالات الوفيات حصل نتيجة قصور المنظومة الصحية التي تكمن أساسا في تدني جودة الخدمات والصعوبة الجغرافية والمالية في الولوج للعلاج، إضافة إلى البطء في تعميم استراتيجية التكفل المندمج بأمراض الطفل، مما تسبب في نقص جودة الخدمات المقدمة للأطفال المرضى، كما أن برامج صحة الأم والطفل لم تكن تولي فترة ما بعد الولادة الاهتمام اللازم. ومن بين الإكراهات القوية، حسب التقرير، نجد الفقر والأمية والعيش في ظروف صحية غير سليمة. وحول صحة الأمهات والحوامل، ذكر التقرير أن معدل وفيات الأمهات انخفض إلى 227 حالة وفاة لكل 100.000 مولود حي، في الفترة ما بين 1995 و2003، مقابل معدل 332 لكل 100.000 مولود حي ما بين 1985 و1991. وقد انتقل هذا المعدل في الوسط الحضري من 284 حالة وفاة إلى 187، وفي الوسط القروي من 362 إلى 284 حالة وفاة خلال نفس الفترة. 68 في المائة من النساء الحوامل سنة 2004 لجأن إلى الاستشارة الطبية قبل الولادة، وذلك بنسبة 85 في المائة بالوسط الحضري و48 في المائة بالوسط القروي، ولم تبلغ هذه النسبة سوى 56 في المائة من النساء الأميات، بينما تصل إلى 94 في المائة بالنسبة إلى النساء اللواتي بلغن مستوى التعليم الثانوي فما فوق. كما انتقلت نسبة الولادات تحت إشراف طبي أو شبه طبي 31 في المائة في الفترة ما بين 1987 و1991، لتبلغ 63 في المائة ما بين 1995 و2003. وبلغت هذه النسبة 49 في المائة فقط بين النساء الأميات مقابل 94 في المائة لدى النساء اللواتي بلغن مستوى التعليم الثانوي فما فوق. وبلغت نسبة الأمهات اللواتي قمن بفحص طبي بعد الولادة 65 في المائة (87 في المائة في الوسط الحضري و42 في المائة في الوسط القروي)، كما بلغت نسبة الولادات بعملية قيصرية 5.4 في المائة، 9.1 في المائة في الوسط الحضري و1.6 في المائة في الوسط القروي.