أجمع عدد من المحاضرين في إطار أشغال الندوة الدولية حول العمارة الإسلامية التي نظمتها مؤسسة البشير للتعليم الخاص يوم الجمعة والسبت 24 و25 أبريل 2010، الذي قدموا من 8 دول عربية وإسلامية ومن إسبانيا أن القراءة الغربية للعمارة الإسلامية اقتصرت فقط على الجانب الشكلي والوظيفي، فيما أغفلت جوانب أخرى أهم تتعلق بالمستوى الإنساني والاعتقادي. وأكد عدد من المحاضرين أن عمارةِ المسلمين هي إنشاء إطار مجالي لفعل الإنسان وجماعته المتسامية، يحترم التوجيهات الربانية، ويرتبط فيه بعد الجماعة ارتباطاً وثيقاً بالمجال المعماري المنشأ لتلبية جميع حاجات الإنسان الحقيقية، وبهذا يتميز العمران عند المسلمين بنوع من الشمولية، يستوعب كل أنماط حياة البشر، المدني منها والقروي والبدوي على السواء، خلافاً للحصر الحاصل في إطار التعمير، مستهدفاً تحقيق مقاصدِ الشريعة وقواعدها وأحكامها في المجتمع العمراني. وأضاف أحد المحاضرين أن البنيان ما هو إلا إحدى المكونات الأساسية للعمران، بحكم كونه مجموع الأفعال التي تنتج مجالاً يحترم المقاصد المذهبية التي تضمن الاستجابة لحاجات الإنسان الفطرية، بما تحققه من احترام لخصوصية الحرمة، وتأمين لحسن الجوار، ونفيٍ للضرر، وتحديد للوظائف المعمارية حسب مبدأ القصد، الذي هو غاية وظيفية تبرز العمل المعماري والعمراني، ونبذ للترف وتوفير لما هو ضروري وحاجي. وأشارت مداخلة مشتركة لكل من المعماريين العربي بوعياد، وإيمان الرويني، وعبد السلام عقار أن البنيان يعتمد مقياسا إنسانيا في كليته، بما يتضمنه من أبعاد رسالية ثلاثة، تتضمن في الهوية الحضارية العقائدية الجوهرية، والهوية المكانية المعبرة عن حقبة التشييد، وعن الانتماء المحلي والوطني، والبعد الإنساني متمثلا في المهن والمهارات، وما إليها. وأنه لا مفر لهم من امتلاك رؤية تغييرية وإصلاحيةٍ ناصحة تتسم بالشمول الذي يقتضي اكتسابَ منهجية المقارنة في معرفة الذات الحضارية ومعرفة الغير، ورؤية تعتمد الأصالة من حيث المرجعيةُ والمنطلقات، أدواتها مصبوغة بصبغة الفرقان تيسر لحاملها اتخاذَ المواقف المناسبة التي إن تضمّنت نقداً، فهو نقد إيجابي لما يطرحه من استبدال وحلول. وأوصوا بالابتعاد عن التقليد والانبهار بكل ما لدى الغير دون تمييز ولا تمحيص، واكتشاف سبل الإبداع وطرح ما يناسب الإنسان والعالم والعصر من خلال عقلية تركيبية.