أكد المشاركون في ندوة دولية حول موضوع "العمارة الإسلامية" أن عناصر العمارة في المدن االإسلامية العثيقة، تعكس القيم والمثل التي يدعو إلهيا الدين الإسلامي الحنيف، وتقوم على احترام الطبيعة ونظافة البيئة وصيانتها. وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي اختتمت أشغالها اليوم السبت، والتي نظمتها (مؤسسة البشير) للتعليم الخصوصي على مدى يومين، أن العمارة الإسلامية تأسست على التلاؤم والانسجام بين البناء ومحيطه وبيئته، والتضامن بين سكان المدينة، ومراعاة حقوق الإنسان وحقوق الجار وخصوصيته. وأوضحوا أن الفن المعماري الإسلامي يختلف كثيرا عن بقية الفنون الإبداعية الأخرى لكونه يعتبر فنا واضح المعالم والتقاسيم وتتجلى خصائصه وأبعاده في مستويات الحياة كلها، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها. وأضافوا أن المسؤولية الملقاة حاليا على عاتق المهندس المعماري الذي يجب أن تتوفر فيه عناصر أساسية ومتعددة كالثقافة العامة والإبداع الفني الكفيل بتلبية متطلبات المجتمع وصياغة الأجوبة المناسبة لحاجياته، مشيرين إلى أنه يتعين أن يكون معماري، أيضا، صاحب رؤية ومبدع مشروع حضاري. وشكلت هذه الندوة، التي شارك فيها أساتذة جامعيون وباحثون ومتخصصون في هذا المجال من المغرب والإمارات العربية المتحدة ومصر واليمن والعراق والجزائر وإسبانيا، مناسبة لإبراز إبداع وعبقرية بناة العمارة الإسلامية من مهندسين وصناع. كما كان هذا اللقاء فرصة للتعريف بإسهاماتهم في إثراء هذا التراث لاسيما من خلال القلاع والحصون والمساجد والمدارس والقصور والفنادق التي جسدت تطور العمارة الإسلامية، وعكست خصوصيتها عبر الزمن. وقد رامت هذه الندوة تعميق البحث العلمي، وطرح الأسئلة الكبرى التي تستوجبها المرحلة، على اعتبار أن العمارة الإسلامية تعد سجلا لإبداع المسلمين وعنوانا لعبقريتهم، وذاكرة حافظة لقيمهم ومقوما من مقومات هويتهم الحضارية. وتمحورت أشغال هذه التظاهرة حول مواضيع همت "العمارة الإسلامية إبداع حضاري متجدد" و"العمارة الإسلامية فقهها وتجليات أحكامها" و"العمارة الإسلامية: إشكالية الإبداع والمنهج" و"العمارة الإسلامية في المشرق الإسلامي" و"العمارة الإسلامية في غرب العالم الإسلامي".