وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة أخيرا، لإجراء محادثات مع زعماء الفصائل الفلسطينية، في مسعى لإنقاذ الهدنة الهشة بين الفلسطينيين والصهاينة، والتي باتت مهددة بعد ما شهدت الأراضي الفلسطينية يومين من الاعتداءات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية. وبادر عباس لدى وصوله إلى إدانة الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أعضاء من حماس في غزة، محذرا أن من شأن هذا التصعيد تهديد اتفاق وقف اطلاق النار الذي أقرّ في فبراير الماضي. وقد شهدت العلاقات بين عباس وحركة حماس في الفترة الأخيرة تدهورا ملحوظا، في أعقاب إعلانه تأجيل الانتخابات الفلسطينية، والتي كان مقررا إجراؤها في يوليوز المقبل. وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن إطلاقها ثلاثة صورايخ من نوع القسام على إحدى المستوطنات المجاورة لغزة أول أمس، جاء ردا على الاعتداءات الصهيونية. وقد اعترفت قوات الاحتلال بإصابة أحد جنودها جراء القصف، وتوغلت بعض قواتها في حي الزيتون بمدينة غزة. وكان ثلاثة من ناشطي كتائب عز الدين القسام قد نجوا من الموت قبل يومين، بعد أن استهدف قصف جوي صهيوني سيارتهم بخان يونس جنوبغزة، وقال شهود عيان إن المستهدفين فروا من السيارة قبل القصف بلحظات، واعترفت مصادر الاحتلال بالهجوم الذي وقع جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، لكنها زعمت أن القصف استهدف قاعدة لإطلاق قذائف الهاون وعربة كانت تحمل قذائف هاون إضافية. وكان وزير الداخلية الفلسطيني قد حذر بداية هذا الأسبوع من احتمال وقوع اعتداءات إسرائيلية على شخصيات فلسطينية، محملا الصهاينة مسؤولية انهيار التهدئة التي توصلت إليها الفصائل في القاهرة.