وضع الفلسطينيون على رأس اولوية اولويات المرحلة الراهنة ، بند المصالحة الوطنية . وبدا أن الصراعات التي شهدتها الساحة الفلسطينية خاصة بقطاع غزة قبل العدوان الاسرائيلي عليها ، ساهمت في تشجيع تل ابيب على تنفيذ خططها العسكرية والسياسية باستهداف ليس فقط حركة حماس المتواجدة بنيويا بالقطاع، بل ضد الشعب الفلسطيني بهذا المجال المتاخم لمصر. الدعوة للمصالحة الفلسطينية توزعت خلال اليومين الماضيين بين تصريحات المسؤولين الفلسطينين على اختلاف مواقعهم، وبين وسائل الاعلام ، بل ان هذا المطلب شكل احد ابرز محاور القمة التي احتضنتها الكويت وخاصة جلستها المخصصة لغزة . الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لتمهيد الطريق لاجراء انتخابات بعد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي استشهد فيه 1300 شخص واكثر من 5000 جريح. وقال عباس «المطلوب الان حكومة وفاق وطني تأخذ على عاتقها مواجهة الكارثة الانسانية ورفع الحصار وفتح المعابر والبدء في اعادة الاعمار والبناء واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة بتوافق وطني» داعيا الى محادثات مصالحة تبدأ على الفور في مصر. واعلنت حركة حماس على لسان ناطقها الرسمي اسامة حمدان بانها تطالب بحكومة وحدة وطنية وليس حكومة وفاق وطني ترضى عليها اسرائيل وامريكا . نفس الدعوة وجهها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الذي قال في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه برام الله«ان الوفاء لتضحيات الشعب الفلسطيني ومآسيه يتطلب الانطلاق فورا ودون تردد الى المصالحة الوطنية (..) كمدخل لمواجهة خطر تصفية القضية الفلسطينية ». وكشف فياض النقاب عن طروحات دولية تهدف الى التعامل مع الوضع الفلسطيني الانقسامي القائم في تنفيذ برامج مساعدات دولية للفلسطينيين فيغزة بمعزل عن السلطة الفلسطينية في الضفة. أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه صرح امس الثلاثاء أنه «لا يمكن تحقيق الوفاق الفلسطينى والمصالحة بين الفصائل» دون التوصل إلى تهدئة ثابتة مع إسرائيل. اما مروان البرغوثي النائب الفلسطيني المعتقل لدى إسرائيل وأمين سر حركة «فتح»,فطالب بتشكيل حكومة فلسطينية موحدة تتولى إعادة الإعمار والبناء والتحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وأخرى لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني . ودعا البرغوثي في رسالة سربها من سجنه لقمة الكويت، إلى اتخاذ قرارات واضحة وقوية لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار وإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية واستخدام كافة الطاقات التي يمتلكها العرب لتحقيق هذا الهدف . اعلاميا ناشدت صحيفة «القدس» الفلسطينية امس الثلاثاء قادة كافة الفصائل الفلسطينية الى اجراء المصالحة الوطنية وأن يتركوا المصالح الضيقة جانبا. وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها بأن «يجتمع الجميع ويضعوا كل خلافاتهم على طاولة البحث والنقاش والمصارحة». وقالت الصحيفة الفلسطينية «نحن نواجه تحديات اعادة الاعمار كما نواجه تحديات وتداعيات ومخاطر الانقسام واستمراره بعد هذه المذبحة البشرية والعمرانية التى خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ونحن ندرك جميعا اسباب ومبررات الانقسام ووجهة نظر كل طرف ..الا ان هذا كله يصغر أمام المصلحة الوطنية الفلسطينية والتحديات التي تواجهنا».