كعادتي كل يوم وأنا اقرأ جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لابد لي من المرور على صفحة (زوايا) لأقرأ ما تحتويه من آراء. وفي عدد يوم 16 نوفمبر 2009 قرأت مقالة للأخ الطيب الشكري من عين بني مطهر بعنوان (عباس وحماس وما تبقى من فلسطين ). وإذ أحيي فيه غيرته على القضية الفلسطينية وتتبعه لأحداثها، فإنني أود أن ألفت نظره إلى بعض القضايا التي قد يكون نسيها أو لم يتحقق من تفاصيلها .. - فتقرير غولدستون عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة لم يكن قد تم سحبه من مجلس حقوق الإنسان، وإنما تم طلب إرجاء التصويت عليه. - والتقرير، لم يتخذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا منفردا بسحبه، ذلك أنه ليس هو من قدمه للمجلس ليكون بإمكانه سحبه، فالسلطة الوطنية الفلسطينية ليست عضوا في مجلس حقوق الإنسان ولا في هيئة الأممالمتحدة، أي أنه ليس من حقها العرض أو السحب. مع التأكيد على خطأ الموافقة الفلسطينية على مقترح تأجيل التصويت على التقرير الذي أقرته المجموعات العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز - رغم محاولة البعض التنصل من ذلك. - أما قرار الرئيس الفلسطيني بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، فإنه قرار دستوري اقتضته ضرورة عدم خلق فراغ دستوري في السلطة الفلسطينية، زيادة على أن القرار كان باتفاق اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وموافقة كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. - أما القول بأن قرار الرئيس الفلسطيني بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جاء كعقاب سياسي على عدم توقيع حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية على مسودة المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر، فإنه قول مبني على (فراغ) في المعلومات، حيث أن كل الفصائل الفلسطينية وقعت المسودة باستثناء حركة حماس، الأمر الذي كان يتطلب أن تقوم جمهورية مصر العربية وجامعة الدول العربية بالإعلان عن تحميل حماس مسؤولية فشل المصالحة كما أعلنت مصر والجامعة سابقا عن قرارها بفضح المتسبب بالفشل . - ولماذا قفزت يا أخي الطيب الشكري عن قرار الرئيس الفلسطيني رفضه العودة للمفاوضات مع الطرف الإسرائيلي وفق الشروط الإسرائيلية المزكاة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وخاصة عدم وقف الاستيطان في مدينة القدس وعموم الضفة الغربية ؟ هذا القرار الذي لم يجد مع شديد الأسف أي موقف عربي يسانده، بل إن بعض الدول العربية طلبت الشروع في المفاوضات كما تريد الولاياتالمتحدة (دون شروط مسبقة)، معتبرة وقف الاستيطان شروطا مسبقة . - ولماذا لم تتحدث عن حقيقة موقف حركة حماس من تقرير غولدستون الذي أدانه قبل وبعد صدوره ثم تباكت عليه حماس عندما وافقت السلطة الوطنية الفلسطينية على تأجيل التصويت عليه ؟ - ولماذا لم تتحدث عن موقف حركة حماس من دعوة الرئيس محمود عباس لإجراء الانتخابات عندما أدانت القرار إلا أنها وعلى لسان أحد قادتها رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك أعلن أنه بعد استقالة الرئيس محمود عباس وتوليه (دويك) الرئاسة حسب القانون، فإنه سيقوم خلال شهرين بإجراء الانتخابات؟ فهل الانتخابات التي يدعو لها الرئيس محمود عباس غير شرعية والانتخابات التي تدعو لها حماس شرعية في ظل نفس الظروف ؟ - وأخيرا فانه كما يبدو قد غاب عن الأخ الطيب الشكري أن حركة حماس هي الفصيل الوحيد الذي لا يشتمل اسمه على كلمة (فلسطين)، لأنها وكما تعلن هي فرع لحركة الإخوان المسلمين التي هدفها إقامة الدولة الاسلامية وبعد خلق المجتمع الإسلامي ستقوم بتحرير الأراضي الاسلامية المحتلة ومن ضمنها فلسطين، أي أنها ليست لديها مشروع وطني فلسطيني، الأمر الذي لم يتطلب أن يشتمل اسمها على كلمة (فلسطين) .