أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التفجيرات الأخيرة في روسيا والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين، قائلا إن الإسلام براء من هذه الأفعال. وجدد الاتحاد في بيان موقفه بأن قتل الناس الأبرياء في بيوتهم ومواقع عملهم ووسائل نقلهم وترويعهم هو عمل محرم شرعا ولا يجيزه الإسلام مهما كانت الدوافع التي تقف وراء من قام به، حتى إن الدستور الأخلاقي للحرب في الإسلام لا يجيز أن يقتل إلا من يقاتل، فلا تقتل امرأة ولا طفل ولا شيخ ولا راهب ولا حارس ولا تاجر. وأكد بيان لجنة القضايا والأقليات بالاتحاد أن المتضرر الأول من تكرار هذه الأحداث هو الإسلام والمسلمون عبر ما أصبح يعرف بالربط الآلي في أذهان كثير من الناس بين الإسلام والإرهاب والقتل والدماء. وعبر البيان عن الخطر من أن يتحول الإسلام رسالة الرحمة والمحبة والسلام إلى هذه الصورة العكسية المنفرة، كما أن المسلمين في شتى أنحاء العالم ولا سيما في البلدان الغربية أصبحوا يعانون من تمييز وصل إلى حد سن عدد من القوانين تحد من حريتهم الدينية وتمس خصوصياتهم الثقافية. وقال الاتحاد إن الحالة التي يمر بها العالم الإسلامي من ظلم واحتلال واضطهاد لأبنائه وبناته وانتهاك لحرماته ومقدّساته من قبل قوى ظالمة، وحالة الشعور بالظلم لدى أغلب المسلمين في العالم، لا تبرر بأي شكل من الأشكال مثل هذه الأعمال الوحشية والتي تتعارض مع إسلامنا وديننا السمح، ولهذا يعلن الاتحاد وبوضوح لا لبس فيه أن الإسلام براء من مثل هذه التصرفات وإن اعتقد عدد من أبنائه أنها مشروعة من أجل رد العدوان والظلم عن المسلمين. ونبه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذه الجماعات المنتسبة للإسلام التي تعلن وبشكل مباشر عن تبنيها لمثل هذه الأعمال المحرمة شرعا، إلى أنها بصنيعها هذا تزيد من الظلم والبطش وتثبيت الصورة السوداء التي يريد الأعداء رسمها لديننا الحنيف ولأمته، وذلك بربطه بالإرهاب. وقال إنه في المقابل لم نر أي عمل من هذه الأعمال العنيفة كانت له نتائج إيجابية إلا تشويه الإسلام وإيذاء المسلمين. ومن أجل هذا ندعو هذه الفئات أن تؤوب إلى رشدها وتعود إلى جادة الصواب وتتوقف عن هذه الأعمال التي جلبت الشر والسوء إلى الإسلام والمسلمين. ودعا الاتحاد السلطات الروسية إلى الانتباه من سياسة التشدد والمضي في المعالجات الأمنية وحدها والتي من الممكن أن تنقل ما عرف بالعداء للإسلام من الغرب الأوروبي إلى شرقه والمس بذلك بعلاقة تاريخية متميزة بين الإسلام وغيره من الديانات في هذه الربوع لمئات السنين. كما دعا روسيا إلى مزيد من العمل والسعي لدمج المسلمين في روسيا عامة وإعطائهم المزيد من الحرية في المقاطعات والجهات التي يتمتعون فيها بالأغلبية لتتأكد بذلك معاني المواطنة ويتدعم الشعور بها. وختم البيان بالقول إن الإسلام دين السلام والرحمة للعالمين، ولن تسوّد وجهه هذه الأعمال الحمقاء، التي لا تقرّها عقيدته ولا ترضاها شريعته، ولن تسكت عليها أمته، وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليعلن البراء منها، ويمد يده مصافحا كل من يتعاون على البر والتقوى ولا يتعاون على الإثم والعدوان.