اختتمت يوم الجمعة 26 فبراير 2010 أشغال الندوة العلمية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: تاريخ العلوم في الإسلام بمقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط، وقد أعلن الدكتور أحمد عبادي خلال ختام هذه الندوة عن تأسيس مركز ابن البناء المراكشي للدراسات والبحوث حول تاريخ العلوم في الإسلام والحضارة، يرعى البحوث والدراسات في هذا المجال، ويعرّف بالإسهامات العربية الإسلامية فيه، وأسندت رئاسته للدكتور إدريس نغش الجابري. وأوصت الندوة في ختامها بتكوين جمعية دولية للمهتمين بتاريخ العلوم في الإسلام، من خلال الرابطة المحمدية للعلماء، وإنشاء بنك للمعلومات والوثائق المتعلقة بتاريخ العلوم الإسلامية لتسهيل وصول المعلومة إلى أهل الاختصاص، وكذا إدراج مادة تاريخ العلوم ضمن المناهج الدراسية التعليمية. كما أوصت بترجمة أعمال الباحثين في تاريخ العلوم باللغات العربية والإنجليزية وغيرهما، تحت إشراف متخصصين في الميدان. للتعريف بالتراث العلمي للغرب الإسلامي ودراسته، وذلك بالتوازي مع الجهود المبذولة في سبيل إحياء التراث المشرقي ودراسته. هذا وقد تناول عدد من الباحثين على مدى ثلاثة أيام الكيفية التي تعامل بها المؤرخون مع الإسهام العلمي العربي والعناصر المميزة للعلم العربي في المرحلة الكلاسيكية. وأضاف الباحثون أن الغرض من دراسة إسهامات العلماء المسلمين في الحضارة الإسلامية ينبغي أن يثير الكيفية التي تمكننا من استثمار البعد الثقافي والفكري لأعمالهم لبناء الفكر الإسلامي المعاصر على أسس قويمة. خاصة وأن هذه الإسهامات استوعبت علوم الأوائل. وأثرت على ما يسميه البعض بالثورة العلمية الأوروبية التي كانت امتدادا لتلك الإسهامات في فروع علمية مختلفة، ويؤكد ذلك مجهود المسلمين في المجال الطبي، كالكندي وابن هندو. كما أن التكامل بين مختلف العلوم والمعارف كان من أبرز خصائص هذه العقلية العلمية، كما يدل على ذلك اشتغال أكثر الفقهاء كالقرافي بمسائل علمية دقيقة كالبصريات، أو انخراط الفلاسفة والعلماء في نقاشات كونية كالتي تضمنها حوار الغزالي وابن رشد، وصاحبت الانشغالات الفكرية والمعرفية الدقيقة قضايا عملية، حيث لم تكن المؤسسات العلمية في الإسلام من مدارس ومراكز فضلا عن مؤسسة الوقف والحسبة وغيرهما عائقا أمام البحث العلمي، بل واكبت الحركة العلمية في العالم الإسلامي، وتركت تأثيرا بينا في هذه الحركة.