انصرمت سنة 2009 على إيقاع ارتفاع مبيعات الخمور من جهة وارتفاع احتجاجت المجتمع المدني على انتشار الأسواق المروجة لها.وأكدت أسبوعية لافي إكونوميك أنه تم بيع مليون و200 ألف قنينة من الفودكا، ونفس العدد تقريبا من الويسكي سنة .2009 مضيفة أنه لأول مرة بالمغرب تفوق مبيعات الفودكا الويسكي التي كانت دائما مسيطرة على سوق المشروبات الكحولية. وحسب أحد المستوردين فإن هذا الارتفاع مرده إلى التطوير من مسار التوزيع المعاصر، وارتفاع الطلب من لدن الشباب والنساء، والتنويع من العرض، وفق المصدر ذاته. هذا وارتفعت وتيرة احتجاج المجتمع المدني على توسع شبكة الأسواق المروجة للخمور بالمغرب مؤخرا لتشمل الأحياء الشعبية، وتشكلت في الأسبع الماضي تنسيقية لحماية المستهلك من مخاطر ترويج الخمور في مدينة المحمدية ضمت العديد من جمعيات الأحياء وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ. ونظمت أزيد من 30 هيئة سياسية ومدنية ونقابية في مدينة سلا وقفة احتجاجية ضد معاودة السوق الممتاز كارفور بيع الخمور في المدينة. وسبق لشكيب بنموسى، وزير الداخلية، أن أكد بالبرلمان أن نسبة القضايا المرتبطة بالسكر العلني 16% من مجموع الحالات الإجرامية والجنحية المسجلة في الوسط الحضري خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة .2007 واحتل الخمر والمخدرات المرتبة الثانية في أسباب وقوع حوادث الطرق التي وقعت بمدن المغرب خلال سنة ,2007 حسب خلاصة توصلت إليها دراسة قامت بها لجنة حوادث السير همت 1259 سائقا. وفي سياق متصل دفعت الآثار الصحية السلبية المترتبة عن تناول الخمور حكومات غربية إلى اتخاذ تدابير للحد من معدلات تناول مواطنيها لهذه المشروبات. وبدأت موسكو الجمعة، أول أيام العام الجديد، في تطبيق قرار للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف برفع أسعار الخمور من خلال وضع حد أدنى لأسعار الفودكا (نوع من الخمور شائع في روسيا تزيد نسبة الكحول فيه على 90%) في إطار حملة لمكافحة إدمان المشروبات الكحولية، حسب تقارير صحافية. وكلفت علاجات الاضرار الصحية الناجمة عن تعاطي المشروبات الكحولية الخزانة البريطانية وحدها 7,2 مليار جنيه إسترليني (حوالي 4,4مليارات دولار) العام المنصرم بحسب صحيفة أمريكية. وفي وقت سابق من العام الماضي 2009 اقترح كبير مستشاري الحكومة البريطانية للشئون الصحية رفع سعر المشروبات الكحولية للحد من تناول هذه المشروبات في هذا البلد، كما وعدت الحكومة البريطانية بالقيام بحملات لتوعية الجمهور بمخاطر الكحول. وضاعفت الحكومات الأوروبية في الأشهر الأخيرة من حملاتها للتوعية بأضرار الإفراط في تناول الخمور والكحوليات بعد أن رفعت نسبة الوفيات بين متعاطيها، خصوصا في أوساط الشباب؛ حيث كانت السبب الثاني بعد المخدرات في وفاة أكثر من 137 شخصا في العاصمة الألمانية برلين في الفترة من يناير إلى نوفمبر من العام الماضي بسبب التعاطي المفرط للمخدرات والكحول. وتعتبر الخمور السبب الأول لحوادث الطرق في فرنسا؛ حيث ذكرت مصادر في وزارة الصحة الفرنسية مؤخرا أن عدد الوفيات نتيجة حوادث السير خلال العام 2009 بلغ نحو أربعة آلاف وأربعمائة شخص، بينما بلغ عدد الجرحى حوالي ستة وتسعين ألفا، موضحة أن الخمر كانت على رأس الأسباب في غالبية هذه الحوادث.