في 2009، بيعت حوالي 1,2 مليون قنينة فودكا بالمغرب منها 800 ألف قنينة بنكهات. "أليكسيا" حازت على حصة الأسد منها ب360 ألف قنينة، وبذلك أطاح الفودكا بمشروب الويسكي من على قمة المشروبات الكحولية القوية والتي تربع على عرشها لسنوات عديدة. أسباب هذا الانقلاب في العادات الشرائية للمغاربة مستهلكي الكحول راجعة بالدرجة الأولى إلى كون الفودكا تروق الشباب والنساء، بسبب مذاقها المحايد ونكهاتها المتعددة وثمنها المعتدل نوعا ما مقارنة مع قنينة الويسكي، فقنينة الفودكا الواحدة يصل ثمنها إلى 100 درهم. وعرفت سنة 2009 أيضا ظاهرة غريبة أخرى، ففي حين أن متوسط الزيادة في المبيعات يتراوح ما بين 3 و6 ٪ سنويا وتبعا لنوع المنتوج الكحولي، فإن المبيعات الإجمالية سجلت انخفاضا بنحو 6 في المائة، وفقا لما صرح به متخصصون في هذا المجال لصحيفة "لافي إيكو" المغربية الناطقة بالفرنسية. هذا التراجع راجع إلى الأزمة الاقتصادية وتباطؤ سوق السياحة، إضافة إلى تزامن العشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان مع شهر غشت الذي يعتبر جزءا من الموسم الذي يعرف أعلى المبيعات. وحسب المصدر ذاته، فإن المهنيين يشيرون إلى انخفاض مبيعات المنتجات ذات الجودة العالية، بما في ذلك الشمبانيا والويسكي، التي يتراوح حجم سوقها ما بين 120 ألف و140 ألف قنينة في السنة، مقابل ارتفاع مبيعات الفودكا. هذا، ويعرف استهلاك الخمر في المغرب ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة، فالمغاربة يستهلكون في العام الواحد، حسب آخر الإحصائيات، ما مجموعه 131 مليون لتر، تشمل 400 مليون قنينة بيرة و38 مليون قنينة خمر ومليونا ونصف مليون قنينة ويسكي ومليون قنينة فودكا و140 ألف قنينة شامبانيا. وتستقر أكبر شريحة مستهلكة في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 20 و30 سنة، وإذا ما استثنينا من هم أقل من 15 سنة ومن يفوق عمرهم 60 سنة، وأولئك الذين لا يشربون الخمر لأسباب دينية، فإن نسبة الاستهلاك تبقى مرتفعة جدا. كما ذكر تقرير دولي أن المغرب أصبح من بين أكبر البلدان الإسلامية إنتاجا للكحول، بناء على إنتاجه 35 مليون زجاجة خمر خلال سنة 2008. وحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد بريس"، فإنه من أصل 27 مليون زجاجة تنتجها المغرب، تقوم أكبر شركة للخمر في المملكة بتصدير مليوني زجاجة فقط إلى أوربا والولايات المتحدةالأمريكية. وذكرت الوكالة الأمريكية أن متوسط استهلاك الخمر لكل مغربي يبلغ لترا واحدا في السنة، معتبرة أن الدولة المغربية هي أكبر مالك لحقول الكروم (العنب)، بما يقارب 12 ألف هكتار.