يستهلك المغاربة 400 مليون قنينة بيرة، و38 مليون قنينة خمر، ومليون ونصف مليون قنينة ويسكي، ومليون قنينة فودكا، و140 ألف قنينة شانبانيا. ووفق ماجاء في جريدة لافي إيكونونميك نقلا عن منتجين ومسوقين، فإن استهلاك الفردي للخمر بالمغرب جد مرتفع. واستغرب فاعلون هذه النسبة المرتفعة لاستهلاك أم الخبائث في المغرب في الوقت الذي تشهد فيه تراجعا في بلدان غربية، بسبب ما تشكله من مخاطر صحية واجتماعية، كما استغربوا عدم تفعيل القوانين داخل البلاد التي تحاصر انتشارها وبيعها في محلات بين الأوساط الشعبية وفي المتاجر الممتازة. وتأتي هذه الإحصاءات الخطيرة على الرغم من أن الدراسات تؤكد أن الخمور تتسبب في الرفع من نسبة حوادث السير وفي مرض السرطان وفي نسبة الجريمة، فضلا عن ارتفاع نسبة الطلاق والتصدع الذي يطال الأسر والمجتمع برمته. وفي هذا الإطار، أكدت دراسة ميدانية للجنة حوادث السير أن الخمر يحتل الرتبة الثانية في التسبب في حوادث الطرق خلال سنة .2007 في حين كشفت الدراسة الميدانية التي قامت بها لجنة حوادث السير أن الخمر والمخدرات احتلا الرتبة الثانية في سبب حوادث الطرق التي وقعت بمدن المغرب خلال ,2007 وشملت الدراسة 1259 من السائقين وأوردت نتائجها في نشرة اللجنة. وفي معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب حول الانتشار العلني لتناول الخمور تقدم به فريق العدالة والتنمية بداية سنة ,2007 أشار وزير الداخلية شكيب بنموسى إلى أن نسبة القضايا المرتبطة بالسكر العلني 16% من مجموع الحالات الإجرامية والجنحية المسجلة في الوسط الحضري خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة .2007وفيما يتعلق بالمخاطر الصحية، ثمة مؤشرات عدة تؤكد أن تكلفة المغرب جد مرتفعة نتيجة تفشي استهلاك الخمور وارتفاع الإصابة بالسرطان في المغرب، وأكد مدير المعهد الوطني لمكافحة السرطان بفرنسا، دومينيك مارانينشي، على أن العلاقة بين الخمور والسرطان مسألة قاطعة لا تقبل الجدل. من جهته اعتبر الأستاذ عبد الله اكديرة رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط في تصريح سابق له لـالتجديد أن حرمة تعاطي الخمور وترويجها واضحة في الشريعة الإسلامية بنص القرآن والسنة النبوية، وأن تسعة أصناف من المتعاطين له ملعونون بنص واضح في السنة النبوية، حيث جاء في الحديث الشريف لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها.وحسب لافي إيكونوميك فإنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية تراجعت المبيعات بـ6 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، ومرد هذا التراجع إلى الحالة النفسية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية، وخصوصا الظرفية الصعبة للقطاع السياحي، ولكن انعكاس الأزمة ليس هو السبب الوحيد، بل هناك بعض الأحداث التي ميزت بداية السنة، لاسيما إضراب النقل، الذي أثر على التوزيع.