كيف انبثقت فكرة إدماج الوصف السمعي في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش؟ الفكرة تعود إلى صديق لي هو سعيد أمعسو، خرجت إلى حيز الوجود، بعد حوار مع الكاتب العام لمؤسسة لمهرجان جليل لعكيلي الذي رحب بالفكرة. أدمجت فقرات الوصف السمعي في السنة الماضية، وتم تبنيها أيضا هذه السنة بدعم من الأمير مولاي رشيد، لتصبح فقرة قارة خلال الدورات المقبلة، وهي فكرة ليست جديدة في العالم، فقد عرفت منذ السبعينات، وتهدف إلى إتاحة الفرصة للمكفوفين وضعاف البصر للتمتع بجمالية موضوع الفيلم عن طريق كتابة جديدة للفيلم بملء الفراغات ونقلها بشكل صوتي من قبل مذيع أو قارئ إلكتروني إلى المتلقي الذي يكون قد وضع سماعة. وهي تجربة فريدة في العالم العربي والإفريقي، فيما قد أصبحت تقنية اعتيادية الآن في إنتاج الأفلام في أوروبا وفي الولاياتالمتحدة، ولا تخلو قاعات سينمائية مثلا في إنجلترا من معدات هذه التقنية، وهي أول تجربة في العالم تعتمد فقرة أساسية في مهرجان دولي للفيلم، وتهدف إلى إدماج المكفوفين وضعاف البصر في الحياة الفنية والاجتماعية، لكن ما الجديد في السنة؟ بالرغم من برمجة 5 أفلام عوض 8 السنة الماضية، تحمل هذه الدورة جديدا بإضافة عدة محاور جديدة، مثل عرض فيلم مغربي عن طريق هذه التقنية، وهو فيلم البحث عن زوجة امرأتي لمخرجه محمد عبد الرحمن التازي، الذي تنازل عن حقوقه لفائدة مؤسسة الفيلم، وأنتجته المؤسسة والقناة الثانية، وقد أشرف التازي على عملية التوضيب والمونتاج والمتابعة حتى يقدم الفيلم للمكفوفين في أبهى حلة. ومن محاور البرنامج استضافة الفنان العالمي الكبير عمار الشريعي، والذي سيتحدث عن تجربته في موسيقى التصوير، بالإضافة إلى إقامة معرض خاص وفريد تحت عنوان اللمس بالعيون والرؤية باليدين بشارع السينما بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته لعام ,2009 وهو معرض لصور التقطها 12 مكفوفا: مغربيان من سلا وتطوان، و10 فرنسيين كل بطريقته الخاصة، مفتوح للعموم، وهو من إشراف طالب فرنسي في العلوم السياسية اسمه جيروم بوكسيوم، ومرتبط بفن التصوير، وقد قدمه في عدة مناسبات في فرنسا وفي خارج فرنسا، وقد بدأ في عام 2007 في إنجاز سلسلة صور حول فضاءات خالية ومعزولة لإبراز تأثير الزمن على المادة والألوان. وسيواصل بعد ذلك التصوير من خلال عدة أسفار إلى الولاياتالمتحدة والصين والبيرو. ما الهدف من إجراء عمليات جراحية على هامش المهرجان؟ الهدف اجتماعي إنساني، إذا كان المكفوفون لهم فرصة للاستفادة من تقنية الوصف السمعي في السينما، فإن البعض ينتظر أن يعاد له البصر، من شباب وأطفال، وكان يمكن أن مشاهدة الأفلام ، وهم الآن محرومون من هذه النعمة بسبب داء السد المعروف بالجلالة الذي يمكن معالجته بعملية جراحية بسيطة، والعمليات التي سيجريها فريق من الأطباء المغاربة بالمجان سيستفيد منها 200 فرد من جهة مراكش تانسيفت الحوز بمبادرة من مؤسسة المهرجان وبشراكة مع مؤسسة الحسن الثاني لطب العيون ووزارة الصحة، ونأمل أن نقدم هذه الخدمة من أجل إعطاء ذلك البعد الاجتماعي الذي تحدثت عنه، وسيستطيع من مثل للشفاء من حضور أمسية يوم الخميس أثناء عرض فيلم البحث عن زوجة امرأتي.