مراكش 7-12-2009 يعرض المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش، ابتداء من يوم غد الثلاثاء، أشرطة استعملت فيها تقنية " الوصف السمعي" على نحو يتيح للمكفوفين وضعاف البصر فرصة الاستمتاع بمشاهدة الأفلام داخل قاعة سينما مخصصة لهذا الغرض. وحسب الإعلامي رشيد الصباحي، المشرف على المشروع ، فالتجربة " رائدة على الصعيد العربي والإفريقي" ، مذكرا بأن إرهاصات الفكرة بدأت في المغرب في بداية الستينات ولكن ك "تجربة تكريمية" للمكفوفين وليس ك "تجربة قارة". وأوضح رشيد الصباحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب حقق، من خلال مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السبق في هذا المجال المثير للاهتمام بتبنيه للتجربة كفاعلية دائمة في برنامج هذه التظاهرة العالمية مشيرا إلى أن هناك مهرجانات أخرى عربية ودولية ترغب في استلهام هذه التجربة. وتروم " تقنية الوصف السمعي "، التي انطلقت في الطبعة الثامنة للمهرجان ، تقديم وصف سمعي للحوارات والمشاهد الرئيسية المصورة في الفيلم أثناء فترات الفراغ بين الحوارات أو المشاهد، لكي يتمكن المكفوفون وضعاف البصر من متابعة هذه الأفلام. واعتبر الإعلامي المغربي الكفيف أن تجربة السنة الماضية عرفت "نجاحا باهرا"، إذ حضرها حوالي 113 مكفوفا من مختلف المدن المغربية، مضيفا أن مؤسسة المهرجان ورئيسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، بالأخص ، جعلا هذه التجربة التأسيسية من الفقرات الدائمة في المهرجان في أعقاب النجاح الذي حققته. وتميزت هذه السنة ، حسب رشيد الصباحي أن المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي منح حقوق فيلمه الطويل " البحث عن زوج امرأتي " ، الذي تم إعداده بتقنية الوصف السمعي باللهجة المغربية لفائدة مؤسسة المهرجان بالمجان. وأضاف أنه تمت كتابة النص، التي حضر المخرج كل مراحلها ، بمؤسسة المهرجان ، فيما وفرت القناة الثانية الوسائل التقنية اللازمة لإعداد هذا الفيلم بهذه التقنية بتسجيل النصوص بصوتي الإذاعيين أمينة مجلال ومحمد عمورة. وعن التراجع العددي الذي عرفه عرض الأفلام بهذه التقنية في هذه الدورة مقارنة بالدورة السابقة (خمسة عوض ثمانية)، أوضح رشيد الصباحي أن ذلك يعود بالأساس لاعتبارات تنظيمية ، مضيفا أن خمسة أفلام هو معدل العدد الذي يمكن أن يشاهده المكفوفون دون إرهاق. وفي هذا السياق ، دعا رشيد الصباحي القنوات التلفزية المغربية لاستلهام تجربة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من خلال إدراج تقنية " الوصف السمعي" في الأفلام التي تعرضها لتتمكن هذه الشريحة المجتمعية من متابعة الأعمال السينمائية خاصة المغربية منها. وبالمناسبة، أعلن رشيد الصباحي أنه سيتم تنظيم ندوة للموسيقار المصري الكفيف عمار الشريعي يستعرض فيها تجربته الخاصة في مجال السينما. كما سيتم تنظيم معرض لصور التقطها المكفوفون بأنفسهم، و"حاولوا فيها إبراز مشاعرهم من خلال التصوير باستعمال حواسهم الأخرى، خاصة حاسة السمع، والتقاط صور جميلة يحكون فيها بالكتابة والصوت تجربتهم مع التصوير". يشار إلى أن الأفلام الكوميدية التي سيتم عرضها بتقنية الوصف السمعي وذلك بشراكة مع " أر.تي.أو" هي عطلة السيد هيلو (1953) ، و"الفطور عند تيفاني" (1961)، و"الخدعة الكبرى" (1966)، و"وداعا لينين" (2003) فضلا عن "البحث عن زوج امرأتي" (1993).