شهدت الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي التاسع للفيلم بمراكش عرض أشرطة استثمرت فيها تقنية «الوصف السمعي» بشكل يتيح للضرير متابعة الأفلام. في هذا السياق، وعد الصحافي الشهير رشيد الصباحي في تصريح ل«المساء» بجعل فقرة الوصف السمعي من الفقرات الثابتة في المهرجان. وأكد أن هذه التجربة منحت المغرب الريادة عربيا وقاريا في التعامل مع هذا الجمهور الخاص وفق تقنية متطورة في السياق ذاته قال رشيد الصباحي، المشرف على المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي، هذه التجربة «رائدة على الصعيد العربي والإفريقي»، مذكرا بأن إرهاصات الفكرة بدأت في المغرب في بداية الستينيات من القرن الماضي ولكن ك«تجربة تكريمية» للمكفوفين وليس ك«تجربة قارة». وتروم «تقنية الوصف السمعي» تقديم وصف سمعي للحوارات والمشاهد الرئيسية المصورة في الفيلم أثناء فترات الفراغ بين الحوارات أو المشاهد، لكي يتمكن المكفوفون وضعاف البصر من متابعة هذه الأفلام. واعتبر الإعلامي المغربي الكفيف أن تجربة السنة الماضية عرفت «نجاحا باهرا»، إذ حضرها حوالي 113 مكفوفا من مختلف المدن المغربية، مضيفا أن مؤسسة المهرجان ورئيسها الأمير مولاي رشيد، بالأخص، جعلا هذه التجربة التأسيسية من الفقرات الدائمة في المهرجان في أعقاب النجاح الذي حققته. وعن التراجع العددي الذي عرفه عرض الأفلام بهذه التقنية في هذه الدورة مقارنة بالدورة السابقة (خمسة عوض ثمانية)، أوضح رشيد الصباحي أن ذلك يعود بالأساس لاعتبارات تنظيمية، مضيفا أن خمسة أفلام هو معدل العدد الذي يمكن أن يشاهده المكفوفون دون إرهاق. وأعلن رشيد الصباحي أنه سيتم تنظيم ندوة للموسيقار المصري الكفيف عمار الشريعي يستعرض فيها تجربته الخاصة في مجال السينما. كما سيتم تنظيم معرض لصور التقطها المكفوفون بأنفسهم، و«حاولوا فيها إبراز مشاعرهم من خلال التصوير باستعمال حواسهم الأخرى، خاصة حاسة السمع، والتقاط صور جميلة يحكون فيها بالكتابة والصوت تجربتهم مع التصوير». يشار إلى أن الأفلام الكوميدية التي سيتم عرضها بتقنية الوصف السمعي بشراكة مع «أر.تي.أو» هي عطلة السيد هيلو (1953)، و«الفطور عند تيفاني» (1961)، و«الخدعة الكبرى» (1966)، و«وداعا لينين» (2003)، فضلا عن «البحث عن زوج امرأتي» (1993).