تحت إشراف سعيد أمعسو اختصاصي في الترويض الطبي والصحافي المخضرم رشيد الصباحي، يدخل المهرجان الدولي للفيلم الدورة الثامنة تجربة نادرة في العالم وهي الأولى في المغرب، ويتعلق الأمر ببرمجة فقرة جديدة تمكن فئة من المتفرجين من ولوج عالم الإعلام متعدد الوسائط، وهي فئة المعاقين بصريا وضعاف البصر، إذ يفسح المهرجان لهذه الشريحة فرصة متابعة مجموعة من الأفلام عن طريق تقنية الوصف السمعي «Audio description» التي تعتمد على صوت مصاحب لأطوار الفيلم، يتولى وصف مشاهده التي يتعذر على الكفيف متابعتها بالصورة، بواسطة تقنية معيد الصوت «Casque». وحرص المهرجان على برمجة هذه الفقرة لتبني فكرة جديدة تميز هذه التظاهرة عن مثيلاتها في العالم خصوصا أن تقنية الوصف السمعي «Audio description» تشكل سبقا بالنسبة إلى المهرجانات الدولية المنظمة في إفريقيا والعالم العربي. وأكد رشيد الصباحي في الندوة الصحافية أن الهدف الأساسي من هذه التجربة هو دفع الفاعلين في المجال السمعي البصري في المغرب، وخصوصا الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى دعم وتبني هذه التقنيات بالنسبة إلى الإنتاجات الوطنية. وستمكن هذه التجربة ذوي الاحتياجات الخاصة من ولوج عالم المعرفة عن طريق السينما كأحد أهم روافد المعرفة. وأشار الصباحي في السياق ذاته إلى أن التجربة سبق تبنيها من قبل مجموعة من الدول كالولايات المتحدة منذ سنة 1995، ثم أوروبا. وقد تبنت القناة التلفزية الفرنسية الألمانية «أ ر تي» هذا المشروع من خلال الدعم التقني الذي قدمته، ومن خلال توفير كل التقنيات المتوفرة لديها لإنجاح هذه التجربة الفريدة، حيث سيتم عرض ثمانية أفلام منتقاة لكبار المخرجين العالميين تم اختيارها وتكييفها تقنيا من طرف هذه القناة. وسيتم عرض 7 أفلام منتقاة لكبار المخرجين العالميين تم اختيارها وتكييفها تقنيا من طرف القناة الفرنسية الألمانية ARTE. ومن بين أهم الأهداف التي يتوخى المهرجان، كما تم الإعلان عن ذلك في الندوة الصحافية، تحفيز الفاعلين في المجال السمعي البصري، وخصوصا الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على تبني هذه التقنيات بالنسبة إلى الإنتاجات الوطنية، قصد تحقيق إدماج أكبر لفئة المعوقين بصريا وضعاف البصر في الحياة العامة عن طريق الولوج إلى المعرفة التي تعتبر السينما إحدى ووسائطها الهامة. وتشمل لائحة الأفلام المعروضة في إطار المهرجان بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين وضعاف البصر، الأفلام التالية: «غريبان في قطار الشمال»، إخراج: ألفريد هيتشكوك، ويحكي الفيلم عن لاعب التنس الشهير كي هينس أثناء رحلته على متن قطار الشمال، حيث يلتقي أحد الغرباء فيعقدان اتفاقا بينهما؛ أن يقتل الغريب زوجة كي وأن يقتل هذا الأخير والد الشخص الغريب بسبب معاناته من قساوته وكراهيته، وبذلك يبعدان الشبهة عنهما، وفيلم «اقبض لصا» من إخراج هيشتكوك، وفيلم «الدكتور جيفاكو» من إخراج: دافيد لين، وغيرها من الأفلام.