وصف رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على قطاع غزة" النائب جمال الخضري التحركات العربية والدولية الساعية إلى إنهاء معاناة مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع ب"الخجولة"، معتبرًا أن التحرك الأهم هو ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال لإنهاء الحصار بشكل كامل. وقال الخضري، في تصريحٍ صحفيٍّ يوم الثلاثاء (1-12)؛ إنه لو ضغط المجتمع الدولي والعربي بشكل سليم على الاحتلال لأجبروه على إنهاء حصار شعب قطاع غزة ومعاناته، موضحًا أن الحصار لا يزال مستمرًّا على غزة رغم بعض الترويج بين الفترة والأخرى بأنه أصبح مخففًا. وأشار إلى أن هذا الضغط يحتاج إلى تفعيل توصيات "تقرير غولدستون" وحشد أكبر للرأي العام لمساندة القضية الفلسطينية، موضحًا أن فعاليات دولية ستنطلق خلال الشهر القادم في أكثر من دولة لمناصرة غزة. وذكر الخضري أن مليون فلسطيني في غزة يعيشون على المساعدات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والمؤسسات الدولية الأخرى، وأن هؤلاء لن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية إلا إذا انتهى الحصار بشكل كامل. ووصف رئيس "اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار" الوضع المائي في القطاع ب"الخطير جدًّا"، وأنه من أخطر ما يتعرَّض له القطاع الساحلي. أزمة المياه وبالأرقام تحدث الخضري عن انقطاع المياه عن 70% من مواطني غزة ثلاثة أيام من كل أسبوع، في وقت تنقطع عن 30% الباقين خمسة أيام، مشيرًا إلى أن نسبة التلوث في مياه غزة وصلت إلى مرحلة خطيرة. وأرجع هذا التلوث إلى منع سلطات الاحتلال إدخال الأجهزة والمواد المعقمة للمياه للقطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات، موضحًا أن مياه الصرف الصحي تتسرب إلى المياه الجوفية نتيجة عدم وجودها في أحواض مبطنة. وقال الخضري: "إن هذا الوضع الخطير يؤثر سلبًا في صحة المواطنين المتدهورة في غزة، ويؤدي إلى انتشار الأمراض، وخاصة عند الأطفال الذين يعاني أكثر من 40% منهم أمراض فقر الدم وسوء التغذية". تعزيز الصمود ودعا الخضري المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على الاحتلال لدفعه إلى إدخال الأجهزة اللازمة لتحلية المياه ومحطات التحلية المحتجزة، متهمًا العالم بالصمت المطبق عما يجري في غزة. وتطرَّق الخضري إلى جولته الأخيرة التي قام بها في تركيا وقطر، وقال إنه عرض على المؤسسات الخيرية في الدوحة وأنقرة عددًا من المشاريع الخدمية لقطاع غزة لتعزيز صمود المواطنين في وجه الحصار، لافتًا إلى أنه تلقى وعودًا إيجابية بتنفيذ هذه المشاريع لخدمة القطاع المحاصَر، منوهًا أنهم يجهزون حاليًّا دراسات الجدوى والتكاليف المترتبة على هذه المشاريع التي ستسهم في تعزيز صمود المواطنين. وعن المشاريع التي تسعى المؤسسات الخيرية القطرية والتركية من خلالها إلى تعزيز الصمود في غزة، قال إنها مشاريع تنموية؛ منها إنشاء مركز لتأهيل معاقي الحرب الأخيرة على غزة؛ حيث إنهم يحتاجون إلى تأهيلٍ يسمح لهم بالاندماج في سوق العمل المحلي. وأضاف: "نأمل أن نقوم بإعادة استصلاح الأراضي الزراعية المدمَّرة في الحرب، وكذلك ترميم البيوت المدمرة جزئيًّا، إضافة إلى مشروع التشغيل الذي يهدف إلى إيجاد فرص عمل في المشاريع المختلفة".