لعل من أهم القيم التي ينبغي أن تسود داخل الأسر التي تليق بها صفة العامرة هي قيم الرحمة والتقدير والاحترام المتبادل. وهي قيم ضرورية للجميع كبارا وصغارا. غير أن الإنسان يتغير سلم حاجياته من القيم ومقدارها حسب المرحلة العمرية التي هو فيها. فيكون الصغار أحوج إلى الرحمة ويكون الكبار أحوج إلى التقدير والاحترام. وهذا لا يعني أن الصغار ليسو في حاجة إلى التقدير والاحترام والكبار ليسو في حاجة إلى الرحمة. وترسم ثنائية الرحمة والتقدير معادلة حيوية تلخص جانبا من صورة شبكة العلاقات البينية في الأسرة. ونجد في توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم ا ينبهنا إلى هاتين القيمتين العظيمتين، يقول الرسول الكريم، ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويعرف لعالمنا حقه. وظاهر الحديث التشديد على أهمية تلك القيم التي تؤطر حقوق الصغار والكبار والعلماء. فهو، صلى الله عليه وسلم، ينفي الانتساب إليه على من لم يلتزم بتك القيم إظهارا لأهميتها. ومن صور علاقة الرحمة والتوقير في بيت الرسول الكريم ما رواه البخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت:ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها وقبلته وأجلسته في مجلسها. فما حظ أسرنا من خلقي رحمة الصغير وتوقير الكبير؟