تطور تضامن كثير من البريطانيين مع قطاع غزة من أساليب المساعدة الإغاثية إلى إبداع قوالب مسرحية وفنية تجسد مأساة أهالي القطاع المليئة بالمشاهد الدرامية. وأنتج المسرحيون ببريطانيا في الآونة الأخيرة مسرحيات تناولت العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، شارك فيها ممثلون من جنسيات مختلفة، وأثارت حفيظة منظمات يهودية اتهمت الفنانين القائمين عليها والمشاركين فيها بالعداء لليهود. إحدى هذه المسرحيات حملت عنوان اذهب إلى غزة واشرب من البحر، وتحكي عن واقع تهريب المواد الغذائية والحاجات اليومية للفلسطينيين عبر الأنفاق، وكذا عن المعاناة التي يعيشونها وسط أنقاض الحرب وفي ظل الحصار الإسرائيلي. وجسد هذه المسرحية ممثلون بريطانيون وعرب، مزجوا فيها بين التمثيل والغناء والأصوات الطبيعية. وانتقدت منظمات يهودية هذه المسرحية واستهجنت استخدام أحذية في ديكورها واعتبرتها رمزا لضحايا ما يعرف بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست). وقال الناقد المسرحي البريطاني غاي موريستون في تصريح للجزيرة إن هناك تماثلا بين الأحذية وصورة الهولوكوست، لكنه استدرك مؤكدا أن مصممة العرض المسرحي لم تكن ترمي إلى ذلك. مسرحية أخرى عنوانها سبعة أطفال يهود تناولت الحرب على غزة وشارك فيها ممثلون يهود، لاحقتها هي أيضا اتهامات بمعاداة السامية. وقالت الممثلة اليهودية روث بوزنا المشاركة في المسرحية ولدت في بولندا، وأنا يهودية وفقدت كل أقربائي في الحرب، ورغم أني لا أوافق على بعض السياسات الإسرائيلية فإني لا أحب التحيز المطلق لطرف واحد.