وصل وفدٌ يضم نخبة من كبار الفنانين السوريين، بينهم نجوم المسلسل الشهير «باب الحارة»، مساء الأحد 22 نوفمبر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في زيارةٍ تضامنيةٍ مع القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارًا منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وضم الوفد نقيب الفنانين السوريين أسعد عيد، والفنانين دريد لحام وجمال سليمان ونجمي مسلسل باب الحارة سليم كلاس ووفاء موصلي، ورفيق سبيعي وأسعد فضة وسوزان نجم الدين ورضوان عقيلي وطلحت حمدي وهادي بقدونس وهشام حاصباني والمصور التلفزيوني أيمن سلامة. واستقبل ممثلون عن حكومة فلسطين المقالة في غزة الوفدَ الذي تجول في منطقة الأنفاق المنتشرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، قبل أن يتوجه في جولةٍ بالمناطق التي دمرت في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. كما شارك الوفد السوري في افتتاح العرض الأول للمسرحية الفلسطينية «الشياطة» في المركز الثقافي في مدينة خان يونس تلبيةً لدعوة مخرج العمل سعيد البيطار. وتتطرق المسرحية إلى ظروف الشباب الذين يعملون في مئات الأنفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية منذ الحصار الإسرائيلي، حسب مخرج العمل. من جانبها، عبّرت الفنانة وفاء موصللي التي جسّدت شخصية «فريال» في مسلسل «باب الحارة» عن سعادتها البالغة بوصولها إلى قطاع غزة، وملامسة هموم المواطن الفلسطيني المحاصر. وقالت موصللي -في تصريحاتٍ خاصة لمراسل mbc.net في القطاع- «كلنا سعداء بتمكننا من كسر حصار غزة الظالم، وهذه الزيارة كنا نتمنّاها منذ زمن طويل». بدوره، قال الفنان جمال سليمان -في تصريحات مماثلة- إن سعادته لا توصف بزيارة غزة لأول مرة في حياته، مشيرًا إلى أنه ذُهل من صمود وشموخ أبناء غزة، رغم الحصار الظالم المفروض عليهم منذ عدة سنوات، داعيًا جميع الفنانين العرب إلى كسر الحصار الظالم والمجيء إلى القطاع المحاصر. وأضاف سليمان: «أشكر أهل غزة على الحميمية الكبيرة التي غمرونا بها، وأدعو جميع الأحرار والشرفاء في العالم إلى العمل على كسر الحصار الظالم المفروض على غزة، وأعتبر ذلك نداءً إنسانيا بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى أو اختلافات في وجهات النظر، فالمطلوب قبل كل شيء هو إنهاء هذا الحصار الظالم». من جانبه، أكد الفنان الكبير دريد لحام -الذي زار غزة للمرة الثانية بعد زيارته السابقة قبل خمسة أشهر- أنه يشعر بفخر شديد بزيارة غزة للمرة الثانية، وقال ل«mbc.net»: «لم أستطع رفض مقترح القيام بالزيارة، وشعرت بحنين كبير ورغبة عارمة بالعودة إليها بعد مرور خمسة أشهر على الزيارة الأولى، وبت الآن أكثر قناعة بأن من يشم رائحة تراب غزة لا بد له أن يرجع إليها من جديد». أما الفنانة سوزان نجم الدين فقالت إن مشاعرها اختلطت وامتزجت بين الفرحة والحزن والغضب والألم في اللحظة التي وطأت قدماها أرض غزة، وأوضحت لمراسل «mbc.net»: «لا أستطيع أن أعبِّر عن مدى فرحتي بالوصول إلى هذه البقعة العزيزة على قلبي، خصوصا بعدما حظينا بهذا الاستقبال الرائع، كما أنني تألمت كثيرًا للواقع الإنساني الصعب الذي يعاني منه سكان غزة بفعل الحصار». وأكدت نجم الدين أنها حرصت على إحضار حفنة من التراب السوري لخلطها بتراب غزة؛ تأكيدًا على الترابط والتمازج بين الشعبين الفلسطيني والسوري، بالإضافة لشتلتي زيتون. بينما عبّر الفنان أسعد عيد، نقيب الفنانين السوريين، عن سعادته وهو بين أهل غزة، وقال خلال احتفالٍ أقيم في مدينة خان يونس جنوب القطاع: «غزة المقاومة والصابرة والمرابطة.. كل الحب والتقدير للأبطال المقاومين». وأضاف: «باسم اتحاد الفنانين العرب سنعقد مؤتمر الفنانين العرب من غزة، وسأدعو كافة النقابات أن تحذو حذو سوريا في التوجه إلى غزة»، متابعًا: «سنكرس ثقافة المقاومة في أعمالنا الدرامية، وأقول لن ترهبنا سياسة الأرض المحروقة التي استخدمها الاحتلال في لبنان وغزة». بدوره أثنى وزير الثقافة في حكومة غزة د. أسامة العيسوي على مبادرة الفنانين السوريين، داعيًا إلى تكثيف جهود كافة أبناء الأمة العربية من أجل كسار حصار غزة.