وصل الفنان السوري دريد لحام نقطة الحدود لرفح أمس الجمعة وهو يتزين بالكوفية الفلسطينية، حيث كان من المتوقع أن يصل غزة الأسبوع الماضي حين أعاقت وصوله بعض الترتيبات القانونية ذلك، إلى أن وصل أمس عصرا للقطاع ترافقه زوجته السيدة هالة البيطار. وعن سبب الزيارة، قال الفنان السوري دريد لحام المشهور “غوار الطوشة” أنه قرر زيارة القطاع ليشارك “أهله معاناتهم وحصارهم”، وليعيد شحن همته بالكرامة العربية “بعد أن فقدها الكثير من الشعوب العربية”، كعادته كان سياسيا وطالب الفرقاء الفلسطينيين بالتوحد وأن يتنازل كل طرف قليلا لتقترب المسافات وينتهي الانقسام. وأضاف دريد لحام “زيارة غزة كانت حلما يراوده منذ سنين وها هي أصبحت حقيقة”، ودعا أهالي غزة إلى مزيد من الصمود والوحدة في ظل الحصار المفروض، قائلا: “هانت يا أهل غزة، لم يبق إلا القليل”. دريد لحام لحظة وصوله وعبر عن شكره للسلطات المصرية التي سمحت له بالمرور، نافيا أن يكون قد تعرض إلى مضايقات أو صعوبات خلال رحلته من دمشق إلى غزة كما شكر السفارة الفلسطينية بالقاهرة التي رافقته للمعبر. وأعرب “غوار” عن سعادته البالغة لدخوله قطاع غزة واجتيازه الحصار وقال لحظة دخوله للحدود الجنوبيةلفلسطين الجمعة عصرا للقطاع ترافقه زوجته السيدة هالة البيطار:” إنني فرح وفخور إنني أطأ الارض المقدسة وأعتبر نفسي قد أديت فريضة الحج بزيارتي لفلسطين لان سمائها مطرزة بدماء الشهداء ” .وقال ” هنا في غزة لنستلهم بعض القوة من صمودها”. وكان يبدو على “لحام” الحزن والإرهاق والوجع وتحدث متألما داعيا جميع الفنانين والفنانات العرب لهبة ونصرة الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ، بل والمدمرة كل أشكال حياته جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، كما طالب غوار الشعوب العربية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار والاحتلال الإسرائيلي . وقال ” لاأثق بشرعية الاممالمتحدة ولا مجلس الامن فهم رمز الديكتاتورية فى العالم، أثق بالمقاومة وبارادة الصمود فهى الأقوى وهى من تحقق التوازن الاستراتيجى “. الفنان لحام عبر الحدود ليس كما يحدث بالأفلام، اجتاز غوار حدود الواقع والحصار على قنوات المباشر ولم يكن له هذه الحدود بين شرقستان وغربستان . كما زار الفنان العربي الكبير صباح اليوم السبت، أماكن الدمار في مدينة غزة وشاهد آثار العدوان الأخير على القطاع، كما التقى بأسر وعائلات الضحايا والشهداء والتقى ظهر اليوم برئيس الوزراء إسماعيل هنية. الفنان الكبير دريد لحام مع زينب خليل عودة وتمنى دريد لحام أن يعمل الجميع من أجل كسر الحصار، قائلا :” أن هذا لن يحصل الا أن يلهم الله القادة الفلسطينيين المسؤولية بأن يستعجلوا بالاتفاق والتخلي عن المصالح الشخصية لكي يعود الشعب الفلسطيني موحدا”، قائلا :” بكل أسف نحن نقف على بقايا وطن فلسطين وإذا استمرت الخلافات أخشى أن نحصل على فتات وطن”. “أبو الهنا”، “غوار الطوشة” وهو دريد لحام حظي بالكثير من الترحاب وتزاحم عليه الناس من أجل رؤيته او التقاط صورة معه وكان حديث الناس ليوم الجمعة الأطفال والنساء والشيوخ والكبار يريدون رؤيته من كان يوما ينادي بالوحدة العربية وينتقد النظام العربي الرسمي ويشاركهم الهم في ضياع فلسطين. غوار الطوشة حول أمس مسرح “رشاد الشوا” الثقافي الى طوشة كبيرة عندما شارك بحضور مسرحية “نساء غزة” و”صبر أيوب” من تأليف واخراج سعيد البيطار. قال غوار :” وصلت اليوم غزة إلى ما تبقى من البقية الباقية من فلسطين”، معربا عن سعادته بإتاحة الفرصة له للوصول إلى غزة، لافتا إلى أنه كان متأثرا بمعاناة الشعب الفلسطيني والحصار الذي يواجهه خاصة في قطاع غزة، وأراد أن يعيشه بشكل مباشر. وقد شارك دريد وزوجته العرض المسرحي ومن ثم توجها الى منتجع المتحف ليجد بانتظاره جماهيرا كبيرة من أهالي غزة تنتظر تناول العشاء على شرف الضيف الكبير، وما ان دخل غوار المنتجع وقف الناس بالتصفيق مما زاد غوار الطوشة خجلا وتواضعا وكانت تلاحقه كاميرات الصحافيين وكاميرات جوال المعجبين الكثيرون الذين حلموا بالتقاط صورة معه لكن الحراسات كانت مشددة عليه فتولت شرطة الحكومة بغزة تأمينه وحمايته ومرافقته. غوار الطوشة قال يوما على مسرحه :” الله وكيلك ما بقي عنا الا شوية كرامة عبارة رددها على مسامعه رجلا أثناء زيارته للمسرح بغزة . وقد غادر الفنان السوري دريد لحام، وزوجته عصر اليوم السبت قطاع غزة عبر معبر رفح، بعد زيارة استغرقت عدة ساعات تفقد خلالها الدمار الذي لحق بالقطاع جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كما وحضر مسرحية في مركز رشاد الشوا. دريد لحام في سطور: دريد لحام هو ممثل وكوميدي سوري. ولد في دمشق عام 1945. درس العلوم الفيزيائية والكيميائية في جامعة دمشق، وعمل مدرساً في بلدة صلخد جنوب سوريا حتى 1959. ثم اتجه إلى التمثيل المسرحي فالتلفزيوني. اشتهر خاصة بشخصية “غوار الطوشة” الكوميدية، التي مثلها في مسلسلي “حمام الهنا” و”مقالب غوار” اللذين ذاع صيتهما في السبعينيات. كما قدم العديد من الأفلام السينمائية، منها “خياط للسيدات” و”اللص الظريف” و”التقرير” و”الحدود”. في الثمانينيات أدى عدداً من المسرحيات السياسية للناقد والكاتب محمد الماغوط ومنها “كاسك يا وطن” و”غربة”. من أعماله التلفزيونية الأخيرة “أحلام أبو الهنا” و”عودة غوار”. اختير عام 1997 سفيراً لمنظمة اليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اخترنا هنا بعضاً من الاسكيتشات الكوميدية التي أداها دريد لحام وعرضها التلفزيون السوري في الستينات والسبعينات.