أثار خبر إعلان شركة صهيونية تدعى ياماتيفا عزمها فتح فرع لمكتبها بمراكش قصد تنظيم رحلات سياحية بين المغرب والكيان الصهيوني، موجة غضب واستياء وسط ساكنة المدينة والمناهضين للتطبيع، واعتبر فاعلون جمعويون أنها مبادرة استفزازية تضاف إلى مبادرات سابقة تصدى لها الشعب المغربي، وقالت أمينة العمراني الإدريسي عضو اللجنة المحلية لمساندة فلسطين إن هذه الشركة ما كانت لتقدم على هذه الخطوة الجريئة، إذا صح الخبر، لو لم تتلق إشارة خضراء من الجانب المغربي، معتبرة أن قبول فتح مثله هذا المكتب يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية، ولكل القضايا الإنسانية العادلة في ظل ما يرتكبه الجيش الصهيوني من مجازر في حق الشعب الفلسطيني، وما تسعى إليه الحكومة اليمينية الحالية من تهويد للقدس ومحو للهويته الإسلامية والمسيحية. من جانب آخر شكك مهتمون بالقضية الفلسطينية في هذا الخبر، معتقدين أنه بمثابة الطعم الذي ترميه الجهات الصهيونية عبر جرائدها من أجل جس نبض الشارع المغربي، لكن آخرين ذهبوا إلى كون الخطوة تأتي في ظل زيادة الوفود السياحية القادمة من الكيان الصهيوني عبر مطارات وسيطة، ولعل موت أحد السياح القادمين من الكيان الصهيوني بمسبح فندق بمراكش كشف هذا الأمر، ولذا فكر مهنيو السياحة في استثمار الوضع من أجل الانتقال من التطبيع غير المعلن إلى التطبيع الرسمي. وتزامن نشر الخبر، مع قرب تنظيم تظاهرة بمراكش من قبل مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين حسب ما أعلن عنه بعد تنظيم تظاهرات مماثلة في مدن أخرى، مما سيزيد من موجة الغضب، وقد يعلن عن تنظيم مسيرة احتجاجية بمشاركة هيئات سياسية ونقابية ومدنية حسب ما أشار إليه عضو في اللجنة المحلية. وكانت جريدة جيروزاليم بوست قد أشارت على لسان فيريد شوارتز مدير تسويق شركة ياماتيفا أن مكتب مراكش هو الأول من نوعه لشركته وأنه إذا ثبت نجاحه، فسوف تفكر الشركة في فتح مكاتب في بلدان أخرى، وسيضم المكتب موظفين محليين وسيديره دايفيد إدري من الكيان، مشيرا أن عملية دمج بين شركته، والتي تنظم رحلات إلى المغرب لأزيد من 10 سنوات، وأخرى مغربية لم نذكر اسمها ستمنح 45 % من سوق السياح القادمين من الكيان الصهيوني إلى المغرب، ما يضاهي 5 آلاف إلى 7 آلاف زائر سنويا. ويأتي هذا الخبر بعدما أعلن تلفزيون الكيان الصهيوني الأسبوع الماضي أن المغرب وافق على غرار دول عربية أخرى، على فتح تمثيلية تجارية إسرائيلية، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وافق على تجميد جزئي لمدة تسعة أشهر للاستيطان في الضفة الغربية، بناء على طلب الولاياتالمتحدة، مقابل موافقة عدد من الدول العربية وبينها قطر وسلطنة عمان وتونس والمغرب على فتح ممثليات تجارية إسرائيلية في أراضيها. وقالت العمراني إن هذه الهجمة الإعلامية تأتي لتظهر أن المغرب بوابة سهلة للتطبيع، لاسيما مع تخصيص القناة التلفزيونية الإسرائيلية الحياة المخملية لأول مرة برامج بشكل حصري للمغرب، وخاصة مدينة مراكش، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن ذلك تم بالتعاون مع الاتحاد العالمي لليهود المنحدرين من أصل مغربي، وإن جهة رسمية مغربية رحبت بالفكرة ووعدت بتقديم أي مساعدة تنظيمية وإنتاجية مطلوبة لإنتاج الأفلام، وعلق المنصوري عبد الإله المنصوري عضو مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين للتجديد أن على الدولة الالتزام بالموقف الشعبي الرافض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، لاسيما أن الكيان الصهيوني يريد كل شيء مع عدم تخليه على أي شبر من الأراضي المحتلة، وألا تخضع (الدولة المغربية) لأي ضغوط خارجية أو تثق بأي وعود أمريكية، خاصة أن هذه الوعود التي كانت تعطى منذ اتفاق كامد ديفيد أثبتت الوقائع الملموسة كذبها، وأن أي حل لأي قضية مغربية أو عربية لن يكون إلا بدمقرطة حقيقية دون الإذعان إلى تلك الضغوط.