أصدرت كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء والبيئة إعلانا عن طلب عروض مفتوح رقم 25/2008/ م ت م، لبناء سد زرار بوادي قصوب على تراب جماعة سيدي الجزولي جنوب مدينة الصويرة، على بعد حوالي 56 كلم عبر طريق تدزي وتزرين، وسوق نكنافة سابقا، إلى جانب إصدار قرار نزع الملكية لهذا الغرض هم ما يناهز تسعمائة أسرة اختلفت ممتلكاتهم وتوحدت همومهم، إذ يعيشون هاجس الهجرة إلى وجهة مجهولة، في ظل ما وصل إلى أسماعهم من تعويضات اعتبروها هزيلة، لا تفي بغرض التعويض عن مقر للسكنى، وتوفير مصدر قار للعيش ثابت، لأن الكثيرين منهم ستنزع منهم أراضيهم البورية والسقوية ومقرات سكناهم دفعة واحدة تعويضات تنافي التعويض الأبدي سجل منزوعو الملكية ملاحظاتهم المختلفة بعد أن أودع قرار نزع الملكية بجماعة سيدي الجزولي لتموقع المشروع بترابها، هم جلها خلال مرحلة البحث الإداري، تصحيح الأرقام المتعلقة بالأشجار المثمرة، وأسماء ملاكين، ومساحات عقارات... لتكون بادرة أولية لصرف التعويضات الشاملة، وحسب تصريحات تلقتها التجديد بعين المكان فقد توصل 81 شخصا من الساكنة بعقود عرفية من قبل مديرية التجهيز والنقل لتصحيح الإمضاء عليها، تتضمن تعويضات عن أشجار الزيتون، حددت في ألفي درهم عن كل شجرة، ويعتبر المعنيون هذا الثمن في تصريحاتهم ثمنا هزيلا، فحسب الفقير الحسين فإن الشجرة الواحدة تنتج ما يزيد عن خمسة آلاف درهم للسنة الواحدة، مضيفا أنه لا يمكن تعويضها بألفي درهم تعويضا أبديا. وعلى اعتبار أن شجر الزيتون يغطي المنطقة بما يزيد عن 70 في المائة من المساحة المغطاة، دون احتساب باقي الأنواع المثمرة، فإن الشريط المحادي لوادي قصوب هو الشريط الذي يعتبر شريان المنطقة برمتها، إذ يضم أراضي مسقية وأشجارا مختلفة كثيفة، تعيش الأسر من منتوجاتها، فضلا عن عائدات مالية من تسويق أنواع معينة من الخضر بالأسواق الأسبوعية المجاورة، ولكون هذه المنتوجات منعدمة في مستقبل الأيام وتعويضها بتعويض هزيل حسب منزوعي الملكية، يقول الفقير الحسين، إنه لا يدري ما المصير إذا هو رفع يديه عن أراضيه الفلاحية، وعن أشجاره المثمرة، وعند إفراغه السكن الذي يؤويه. التعويضات عن المباني تعويضات المباني هي بدورها هزيلة حسب التصريحات، بالنظر إلى صعوبة إيجاد بديل كأهم مكون أساسي يضمن الاستقرار للأسر وذويها، وقد حددت الجهة نازعة الملكية تعويضات قدرها 800 درهم للمتر المربع بالنسبة للمباني غير الإسمنتية، حسب التصريحات، في حين عوضت المباني ذات السقوف بالاسمنت ب 1000 درهم، ويطالب أهلها بلفت الانتباه إلى أهمية التفريق في التعويضات بين محلات سكنية وأخرى تجارية تدر دخلا يوميا لأصحابها، مضيفين أن معظم المحلات المشيدة بمنطقة عين زرار الجالبة للسياحة المحلية، هي مباني تجارية، وتعتبر مصدرا وحيدا للعيش اليومي لبعض الأسر، وتفيد التصريحات فضلا عن معاينة التجديد أن هذه المحلات التجارية مختلفة مداخيلها وخدماتها، فمنها منازل وغرف معدة للكراء يتراوح دخلها ما بين 20 و 50 درهما يوميا (على مدار السنة)، ومنها ذات صبغة تجارية لمختلف المهن التي توفر المواد الغذائية الأساسية من لحوم وغيرها... أما التعويضات عن الأراضي الفلاحية العارية ومنها الأراضي السقوية، إلى جانب المقابر، والمدارس، والمباني ذات الصبغة الدينية المعدة لإقامة مختلف الشعائر الدينية، فلا علم للساكنة إذا كانت قد قومت من قبل لجنة للتقويم أم أنها في طور ذلك، إذ لا علم لهم بمبالغ التعويضات عن عقارات الخواص من جهة، وعن كيفية التعويضات عن هذه المرافق العمومية ذات المنافع الضرورية من جهة أخرى، تساءلوا عن مدى إمكانية تعويضها بأراضي مماثلة تضمن حيويتها، دأب عليه السكان كنشاط إضافي له علاقة بالحياة العامة، ولا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال. التخوف من خلق عزلة بالمنطقة يتخوف السكان من إحداث عزلة بمنطقة زرار، وكذا انقسام بين مداشرها، إذ ستصبح هناك مناطق معزولة، ومتباعدة المسافات، وتنضاف معاناة أخرى لكثير من الأسر التي لها مآرب اجتماعية ومادية، لا سيما وأن السد سيعزل مجموعة من أبناء الدواوير عن المدارس، وأخرى عن الأسواق، وأخرى عن التواصل ببعضها، وفي هذا السياق يقول عبد الرحمن إن مجموعة مدارس إمطايبين سيحول السد بينها وبين جميع التلاميذ بها، ونسبة 50 في المائة من أبناء دواري إدالحسن، ودوار أجكدرج سيحرمون من التمدرس بسبب فصل مدرسة أجكدرج عنهم، مضيفا أن مقابر المسلمين هي الأخرى سوف لن يبقى لها أثر، متسائلا عن كيفية تعويض الساكنة بمثيلات لها، ويتعلق الأمر بحذف خمس مقابر، بكل من دواوير: ادالحسن، سيدي محند اوبلقاسم، زرار، سيدي عبد المجيد، أجكدرج، مجموعة تدوارت. ومن جانب آخر فإن مصادر المياه التي يستفيد منها السكان حاليا ستشهد هي الأخرى إعداما، ومن المنتظر في حال ما إذا لم يكن هناك بديل أن يعيش السكان أزمة في موارد مائية، وفي سياق الحديث على الموارد المائية طالب سكان محليون وزوار من القنيطرة ومراكش والدار البيضاء المسؤولين عبر التجديد ضرورة المحافظة على عين زرار كمصدر أساسي لمياه لها خصوصياتها ومنافعها المتعددة. حماية مصالح المواطنين أكد الحمداوي في تصريح لالتجديد، وهو من زوار عين زرار أنه ليست هناك فوضى، مؤكدا أن الدولة قادرة على حماية مصالح المواطنين، والاستجابة لحاجياتهم، وفي هذا السياق قال إن من أهم ما يجب المحافظة عليه هو هذه العين التي تستقطب زوارا من مختلف مدن المملكة، الذين أحدثوا حركة اقتصادية لمختلف شرائح الساكنة، وعن هذه العين قال الحمداوي إن مياهها تضاهي مياه سيدي حرازم في منافعها. وقال إبراهيم من جانبه وهو أحد المستفيدين من دخل يومي وصفه بالمهم إن المحافظة على عين زرار التي يتوافد عليها المئات من المواطنين من مدن المملكة، مطلب تؤكد عليه كل الساكنة، مقترحين تحويلها إلى حيث تبقى فاعليتها، قصد الحفاظ على الحركة الاقتصادية التي عرفتها هذه العين منذ ما قبل سنة ,1986 من خلال جلب سياح محليين وزوار، والتي توفر محلات للكراء مختلفة الأحجام، إلى جانب احتوائها على مسجد، ومتاجر توفر الحاجات الأساسية من اللحوم والمواد الأساسية للعيش، فضلا عن استقطاب الباعة المتجولين. أي تحد للإكراهات؟ في ظل الصعوبات والإكراهات الاقتصادية الحالية التي تمر منها المنطقة برمتها، يطالب أرباب مختلف العقارات منزوعي الملكية م المسؤولين، بإشراكهم في أشغال لجن التقويم لإبداء مقترحاتهم وملاحظاتهم، وتعويضهم بتعويضات تراعي التغيير الجدري الذي طرأ على حياة الأسر بهذه المنطقة، بما يضمن لهم حياة شريفة، فضلا عن إيجاد مصدر بديل للمياه التي تزخر بها المنطقة برمتها، وتوفير مدارس للمتعلمين، وشق بعض الطرق لفك العزلة عن المداشر والدواوير، وكذا توفير مرفق صحي من أجل التطبيب، كل ذلك حسب ابراهيم قصد التأقلم مع الوضع الجديد المنتظر. المصير الغامض يصعب تحديد مصير فئات عريضة من الساكنة التي نزع منها كل شيء بما في ذلك أهم مصادر عيشها، وإلى أين يمكن الرحيل؟ والسؤال المطروح من لدن المتضررين: هل يمكن لتعويضات هزيلة، أن توفر سكنا لائقا ذا مواصفات تستجيب لمتطلبات الفلاح الصغير، وتوفير عقارات للنشاط الفلاحي، من أراضي زراعية وأغراس مثمرة، وإسطبلات لتربية الماشية، كأهم مكونات عيش الساكنة القروية، بغية ضمان الاستقرار الذي نعموا به، لا سيما بعد اكتشاف عين يقصدها القاصي والداني طلبا للشفاء من مجموعة من الأمراض حكى عنها لالتجديد ثلة من الزائرين التقينا بهم هناك. ويخشى محمد في تصريح له أن يعود الناس إلى سابق عهدهم، وجلب أغراض معيشتهم أسبوعيا من مناطق بعيدة، لعزلة المنطقة عن محيطها الخارجي، فالجبال وراءهم والسد أمامهم. خدمات سد زرار وفقا للمعطيات المتوفرة فإن تنظيم مياه وادي قصوب في مشروع سد زرار المبرمج من لدن المجلس الأعلى للماء، سيسهم في توفير 18 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وسقي 15 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، علاوة على حماية الصويرة من مخاطر الفيضانات، وسينجز هذا المشروع بمساهمة إدارة الإنماء العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومقره الكويت في التمويل، وفقا للاتفاقية الموقعة من قبل وزير الاقتصاد والمالية المغربي من جهة، والمدير العام ورئيس مجلس الإدارة المذكورة من جهة ثانية، إذ تمكن المغرب من خلال هذه الاتفاقية من الحصول على قرض بلغت نسبته 427 مليون درهم، بنسبة 52 في المائة من التكلفة الاجمالية لإنجاز هذا المشروع الهام بإقليم الصويرة، الذي بدأت الأشغال به مطلع السنة الحالية، دون توفير مناصب للشغل لليد العاملة المحلية.