حلقات المشاريع الخمسة المنجزة في ميدان السدود والبحيرات التلية بإقليمالسمارة قد اكتملت, بشكل غير مسبوق. فالتساقطات المطرية الاخيرة بهذا الإقليم الصحراوي, التي فاق معدلها خلال الشهر الحالي18 ملم مكعب , أي ما يعادل تقريبا ضعف نسبة التساقطات التي لا تتعدى10 مليمترات مكعب في السنة, أكدت بما لا يدع مجالا للشك نجاعة سياسة إقامة السدود والبحيرات على الأنهار والأودية الصحراوية, التي عانت لقرون طويلة من الجفاف. ويستفاد من معطيات بعين المكان , أن الرهان الأكبر للمصالح والجهات المختصة إلى جانب ساكنة المنطقة لسنوات طويلة قد تحقق في هذا الشهر ,وذلك بامتلاء السد التلي "مقطع حوزة" , الواقع على وادي الساقية الحمراء بجماعة حوزة شمال شرق السمارة , وامتلاء البحيرتين التليتين على واد ربييب لمغادر , الواقع بجماعة تيفاريتي جنوب غرب المدينة بحقينة تزيد عن50 ألف متر مكعب , فضلا عن البحيرتين التليتين الواقعتين بجماعة سيدي أحمد لعروسي شمال غرب السمارة. وسيمكن كل من سد مقطع حوزة وبحيرتي واد ربييب لمغادر وسيدي أحمد لعروسي حسب المصالح المختصة من تلبية حاجيات الساكنة المجاورة من الماء وحاجيات الرحل وكسابي الماشية بالإضافة إلى توفير العشب والكلأ لمدة قد تفوق12 شهرا. وفضلا عن ذلك , فان منطقة مقطع حوزة , التي كان من الصعب اختراقها , يرتقب أن تتحول خلال الأشهر القليلة القادمة إلى منتجع ترفيهي بالنسبة للعائلات والأسر القاطنة في مدينة السمارة, خاصة مع تواجد الطريق القروية الرابطة بين هذه المدينة وحوزة على مسافة150 كلم, والتي أنجزتها المديرية الجهوية للتجهيز والنقل قبل بضعة أشهر. وقد تم إنجاز هذا السد التلي (مقطع حوزة ) , الذي بلغت تكلفته ثلاثة ملايين درهم , في نهاية سنة2007 , وذلك بشراكة بين وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية وكتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء والبيئة وعمالة إقليمالسمارة وجماعة حوزة . وأنجزت البحيرة الأولى على واد ربيب لمغادر, والتي فاقت حقينتها20 ألف مليمتر مكعب, في نهاية سنة2006 بشراكة بين عمالة إقليمالسمارة والإنعاش الوطني وتكلفة مالية قدرها532 ألف و895 درهم. كما أنشئت البحيرة الثانية على الوادي نفسه قبل شهرين فقط بشراكة بين وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية و كتابة الدولة في الماء والبيئة, بغلاف مالي قدره3 ملايين و400 ألف درهم. وللإشارة فإن امتلاء السد والبحيرات التلية من شأنه أن يكرس مكانة إقليمالسمارة الذي أصبح ينفرد عن باقي الأقاليم الجنوبية المغربية بتوفيره المياه لساكنة المنطقة على مدى اليوم بأكمله, بعد أن كان إقليما صحراويا قاحلا, قبل بضع سنوات. إلا أن المجهودات الجبارة التي أقدمت عليها الدولة في هذا المضمار الحيوي بامتياز ستبقى ناقصة ما لم تواكبها حملة للتوعية والتحسيس لدى الساكنة والرحل وكسابي الماشية تتناول على الخصوص أهمية الحفاظ على نظافة الماء في بيئة نظيفة وطموحة.