بماذا يفسر انتشار الأمراض الجنسية في صفوف الشباب ؟ أولا من الطبيعي أن تنتشر الأمراض الجنسية في صفوف الشباب باعتبارهم أنشط شريحة اجتماعية جنسيا، وهذه الفئة العمرية أي ما بين 18و 35 سنة هي الأكثر نشاطا جنسيا في أي بلد على مستوى العالم، وهو ما يؤهلها لتكون الأولى على مستوى الإصابة بالأمراض المتنقلة جنسيا. وتأتي الثورة الإعلامية كسبب ثاني في هذا الانتشار، وهي ثورة إعلامية تعيشها كل البلدان، وهو ما يجعل القضية لا ترتبط فقط بالمغرب، فاندثار الحدود الإعلامية كانت له إجابيات وكانت له سلبيات، ومن أبرز سلبياته هذا الانفتاح الجنسي. وبصفة عامة عندما تتزايد العلاقات غير المنضبطة، والعلاقات الجنسية غير الشرعية تنتشر الأمراض المتنقلة جنسيا، فالأمراض المتنقلة مرتبطة بشكل مباشر بمدى انتشار العلاقات غير المنضبطة. ما هي الملاحظات التي يمكن تسجيلها على المقاربة الرسمية للموضوع؟ مشكل البحث الذي قامت به الوزارة اقتصاره على المقاربة العلمية وتهميشه للجانب الثقافي في علاقته بالسلوك الجنسي، فهي تحدثت على المعارف والمواقف والسلوكيات وهذه الأخيرة، تنبني أصلا على البعد الثقافي، ولو كانت الدراسة تتضمن جوانب أخرى كالتدين كانت قراءة الظاهرة ستختلف. وفي مكافحة انتشار هذه الأمراض نلحظ أن الوزارة تحولت من المقاربة الفرنكفونية التي تتبعها منظمة الصحة العالمية إلى مقاربة جديدة تشرك فيها المجتمع المدني، وهي مقاربة تستحضر الحمولة الثقافية للبلد كدين وثقافة وتقاليد المغرب، ويبقى لثقافة العفة دور كبير في تحصين الشباب من هذه الأمراض المتنقلة جنسيا، وهي التي حصنت المغرب مدة طويلة، والدليل على ذلك أن المغرب من الدول التي وصلها مرض السيدا بشكل متأخر عكس دول إسلامية أخرى، وحتى أرقام السيدا في المغرب أقل من المدن الأخرى، وهي مقاربة نتمنى أن يتم استغلالها. ما هي المقترحات التي يمكن أن تسهم في الحد من انتشار الأمراض الجنسية؟ يجب على المؤسسات الرسمية التي تسهم في حماية الشباب من الانحرافات السلوكية، والتي تعمل على حماية الشباب من الأمراض المنقولة جنسيا، أن تنفتح على المؤسسات الدينية، خاصة المجالس العلمية والجمعيات التي تحمل هذه الحمولة الثقافية، ويأتي الإعلام في مقدمة قطار التأثير، إضافة إلى الفن، غير أن الإعلام مرتبط بلوبي يسيره، والفن مرتبط بالسلوك التأثير. ومن بين الأسباب في انحراف سلوكات الشباب الجنسية وغير الجنسية ما يحيط بعالم ومجالاته الفن بشكل كبير، وبإمكانه لو تم استغلاله بشكل آخر أن تكون له فائدة كبيرة جدا، أو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن في البيان لسحرا، فالفن والسينما والموسيقى والشعر لها تأثير إيجابي على الشباب إذا إريد لها ذلك، لكن ما نراه هو أنه لها دور في انحراف الشباب.