أبرز الدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني ومسؤول العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية المغربي، نجاح منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة في أن يصبح مساحة حرة لتبادل التجارب والآراء ومناقشة مختلف المقاربات فيما يخص الانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي والاقتصادي والعلاقات البينية داخل العالم العربي وبين هذا الأخير وبقية مناطق العالم. واعتبر العثماني في تصريح نقلته عنه يومية العرب القطرية أن المنتدى عمل تراكمي عبر سنوات، وليس مطلوب منه الحسم في علامات الاستفهام المطروحة عالميا، بل هو لبنة من لبنات متعددة يجب أن تتضافر فيما بينها للوصول إلى الأهداف المرجوة لمصلحة البلدان والشعوب وتنميتها وازدهارها. وحول تقييمه للمداخلات التي شهدها المنتدى طوال أيامه الثلاثة، قال العثماني إن المسؤولين وصناع القرار والخبراء والمفكرين اليوم لا يزالون تحت تأثير صدمة الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة، وهي التي دفعتهم إلى إعادة النظر في كثير من المسلمات التي ظلت حتى وقت قريب بعيدا عن النقاش والمراجعة، وأضاف أن مداخلات أغلب السياسيين والمفكرين الغربيين كانت نقدية للواقع؛ استنادا إلى الظرفية التي يعيشونها تحت تأثير الأزمة المالية المستمرة لحد الآن. وشدد العثماني على أهمية التسلح بالمنهج النقدي ومحاولة العمل على إعادة النظر والبحث في المقاربات الجديدة في عالمنا العربي، والتحلي بالتواضع والتجرد في النظر لتجاربنا العربية، والخروج منها لرؤيتها ونقدها من الخارج، معتبرا ذلك هو السبيل الوحيد لتطويرها والرقي بها. وعن موقع العالم العربي في جغرافيا العالم المتعدد القطبية عبر العثماني عن أسفه لكون الدول العربية مجتمعة بكافة قدراتها وإمكاناتها ومؤهلاتها لا تشكل وزنا بين الأقطاب الموجودة حاليا والمهيمنة على الساحة، وبين تلك الأقطاب الواعدة في آسيا كالصين والهند ودول أميركا اللاتينية التي تحولت إلى أقطاب حقيقية تنافس على قيادة العالم اقتصاديا وسياسيا، وأضاف أن العالم العربي لا يزال ضعيفا ومنقسما على نفسه إلى دول صغيرة، مما يعني أن إمكانياته في النهوض أضعف، يضاف إلى ذلك إشكال التعاون بين الدول العربية وضعف مستوى التبادلات التجارية والعلمية والاقتصادية وغيرها. ودعا العثماني الجامعة العربية إلى إجراء مراجعة مستعجلة لحل إشكالات ومستويات التعاون البيني العربي. وفي موضوع الديمقراطية اعتبر العثماني أن غياب إرادة سياسية لتطوير الديمقراطية هو سبب تأخرها في العالم العربي، إضافة إلى وجود +لوبيات؛ تعرقل التحول إلى الديمقراطية، مشيرا إلى إمكانية تطوير نموذج عربي للديمقراطية يتم العمل على تجويده من خلال الممارسة العملية، فالمشكل ليس في بناء تصور نظري، بل في عدم وجود رغبة وإرادة قوية لتحقيق ذلك. واختتم مساء الثلاثاء الماضي منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان بعقد آخر جلساته المتعقلة بـ +الحوكمة العالمية في ظل سلطة القانون؛، ودعا المشاركون في الجلسة الأخيرة إلى طرح جديد للأطر التنظيمية للعلاقات الدولية ولنظام حكم عالمي رشيد يتسم بالعدالة وقادر على مواجهة التحديات.